للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وولده من بعده، وقد جالس جعفر بن محمد سنين وحَمَلَ عنه، وإنَّه ليقول في الموطَّأ: «بلغني عن عليّ بن أبي طالبٍ»، فيبنى عليه الباب ويقول به، ويكون عنده خبرٌ متَّصلٌ عن عمر وابنه فيدعه، وكذلك عن غيره، لِمَا يرى أنَّ الحقَّ في غيره، وكذلك يقول: «بلغني عن ابن مسعودٍ، فيبنى عليه ويقول به».

وقد رُوِيَ عن معنٍ أنَّه قال: سمعت مالكاً يقول: من سبَّ واحداً من السَّلفِ، فلا حظ له في الفيء (١).

وقال ابن وهبٍ: قيل لمالكٍ: لم لا تخضب؟

فقال: كان عليُّ بن أبي طالبٍ لا يخضب.

وروى غيره: أنَّ رجلاً من ولاة المدينة قال لمالكٍ: يا أبا عبد الله، لم لا تخضب؟

فقال: لم يبق من عدلك إلّا أن أخضب أنا، كان عليّ بن أبي طالبٍ لا يخضب (٢).

وقال ابن وهبٍ: سمعت مالكاً يقول: تُوُفِّي رسول الله ، فقام أبو بكرٍ سنتين، وعُمَرُ عشر سنين، وعثمان اثنتي عشرة سنةً، ثمَّ سار عليٌّ مَسِيرَهُ، فخرجت عليه الخوارج.

فهذا مذهب مالكٍ واعتقاده فيمن خالف عليّاً وقاتله؛ لأنَّه يرى أنَّ الحق معه والصّواب ما هو عليه، ومن خالفه مخطئٌ، لكنّه غير كافرٍ ولا فاسقٍ ولا ضالٍّ


(١) ينظر: النوادر والزيادات [٣/ ٣٩٨].
(٢) ينظر: الاستذكار لابن عبد البر [٢٧/ ٨٦].

<<  <  ج: ص:  >  >>