يجب أن يبين له أن الصوم عبادة وأن ترك الإنسان طعامه وشرابه وشهوته لابد أن يخلص فيه لله عز وجل، كما قال الله تعالى في الحديث القدسي:"يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي".
عمره ٢٧ عامًا ولم يصم طول هذه المدة فهل عليه قضاء
سؤال: أنا شاب أبلغ من العمر ٢٧ عامًا وكنت ضالاً ضلالاً بعيدًا وتبت إلى الله توبة نصوحًا ولله الحمد ولم أصم طوال هذه الفترة فهل يجب عليَّ القضاء؟
الفتوى: هذا الرجل الذي كان ضالاً كما وصف عن نفسه ثم منَّ الله عليه بالهداية نسأل الله تعالى له الثبات وأن يبقيه على ما كان عليه من هذا الانتصار على النفس وعلى الهوى والشيطان وهو من نعمة الله عليه ولا يعرف الضلال إلا من ابتلي به ثم هُدي إلى الإسلام فلا يعرف الإنسان قدر الإسلام إلا إذا كان يعرف الكفر ونقول لهذا الرجل: نُهنئُك بنعمة الله عليك بالاستقامة ونسأل الله تعالى أن يُثَبِّتَنَا وإيَّاك على الحق وما مضى من الطاعات التي تركتها من صيام وصلاة وزكاة وغيرها لا يلزمك قضاؤه الآن؛ لأن التوبة تجب ما قبلها فإذا تبت إلى الله وأنبت إليه وعملت عملاً صالحا فإن ذلك يكفيك عن إعادة هذه الأعمال وهذا أمر ينبغي أن تعرفه وهي أن القاعدة: أن العبادة المؤقَّتة بوقت إذا أخرجها الإنسان عن وقتها بلا عذر فإنها لا تصح مثل الصلاة والصيام لو تعمد الإنسان أن لا يصلي حتى خرج الوقت ثم جاء يسألنا هل يجب عليَّ القضاء قلنا له: لا يجب عليك ولو أن أحدًا ترك يومًا من رمضان لم يصمه وجاء يسألنا هل يجب على قضاء؟ نقول له: لا يجب عليك القضاء؛ لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول:"من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد".
وأنت إذا أخرت العبادة الموقتة عن وقتها ثم أتيت بها بعد الوقت فإنك أتيت عملاً ليس عليه أمر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فتكون باطلة، ولا تنفعك، ولكن لو قال قائل: رجل نسي الصلاة حتى خرج الوقت هل يقضيها؟ نقول: نعم تقضيها لقول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. "من نام عن صلاة أو نسيها فليصلِّها إذا ذكرها" ولكن لو قلت لي: هذا الحديث يُعارض كلامك حيث قلتَ: إن الإنسان إذا ترك الصلاة