قالوا بأنك قادم، فتهللت ... بالبشر أوجهنا.. وبالخيلاء
وتطلعت نحو السماء نواظر ... لهلال شهر نضارة ورواء
تهفو إليه، وفي القلوب وفي النهى ... شوق لمقدمه، وحسن رجاء
لم لا نتيه مع الهيام.. ونزدهي ... بجلال أيام.. ووحي سماء؟
بهما نحلق في الغمام، ونرتوي ... من عذبه.. ونصول في الأجواء
ونشف أرواحًا فننهج منهجًا ... نفضي به لمرابع الجوزاء
ونصح أجسادًا، فلا نشكوا الونى ... أبدل ولا نشكوا من الأدواء
فنعود كالأسلاف أكرم أمة ... وأعز في السراء والضراء
***
رمضان.. ما أدري ونورك غامر ... قلبي فصبحي مشرق، ومسائي
أأنال بعد مثالبي ومساوئي ... بك منهما، بعد القنوط شفائي
نفسي تحدثني بأنك شافع ... عند المهيمين لي من الأسواء
وبأنني سأنال منك حمايتي ... ووقايتي من معضل الأرزاء
ما أنت إلا رحمة ومحبة ... للناس من ظلم قسا.. وعداء
فلقد كرمت من السماء بما أتى ... من وحيها.. وشرفت بالإطراء
سدت الشهور فأنت سيد عامها ... بل أنت سيد دهرها المتنائي
مهما أقول، فلن تطول مقالتي ... شم الذرى، ولوامع الأسماء
***
رمضان.. من بعد الكدورة مسني ... منك الجلال بحكمة ونقاء
قد كنت أسدر في الضلال وأرتمي ... في حضنه بتبذل وغباء