حتى لقيتك فارعويت عن الخنى ... وكرهت كل ضلالة وعماء
شتان ما بين الخلاعة والتقى ... أو بين عقل نابه وخواء
***
رمضان جئت وقومنا في محنة ... والدين.. جازت حدها.. نكراء
زعماؤنا -إلا القليل- تورطوا ... فيها، فشقوتنا من الزعماء
صبغوا الصوارم من دماء شعوبهم ... في الأرض، والأجواء والدأماء
تلك الدماء زكية يا ليتها ... سالت لأجل كرامة وجلاء
وتنكروا للدين، فهو خرافة ... في زعمهم جازت على الآباء
حتى غدونا في صميم بلادنا ... شذاذ آفاق من الغرباء
إن الزعامة حين تخضع رغبة ... في الحكم.. تصبح لعنة الشرفاء
كلا، فلا بالدين يعصف كيدهم ... أبدًا، ولا العربية العرباء
الدين صرح شامخ متوسد ... كنف الجبال، وهامة الصحراء
لم تجد فيهم حكمة ووداعة ... بالهمس.. أو بصراحة الصرحاء
فإذا استحى أو خاف منهم خائف ... من سوء دعوته.. دعا بخفاء
سخروا بكل مسالم.. وتهكموا ... جهلاً وموجدة على الخلصاء
الفرد يعصف بالجماعة ضاربًا ... صفحا عن التشريع والإفتاء
فإذا نصحت له تنفج وانتضى ... سيفا يسيل دما على النصحاء
لو لم يكن نذلا لما حسب العلا ... وقفا ولا إرثا من الآباء
مهلا.. فرب جريمة لم تنتقم ... من ربها انتقمت من الأبناء
ولربما عجلت فراح بطعنة ... ممن أسال دماءهم.. نجلاء