كم أرعن أوحت له نزغاته ... بالموبقات.. فلج في الإفناء
ريعت به الدنيا وزلزل سمعها ... وضميرها من أسوأ الأنباء
لكنه استخذي وقد لاحت له ... نذر الصوارم أيما استخذاء
سحقا لطاغية إذا نزلت به ... أقداره أمسى من الجبناء
يبكي الذي سفك الدماء بريئة ... تعسًا له من سافك بكاء
من سامنا خسفًا ولاقى مصرعًا ... لم يلق غير شماتة وهجاء
***
رمضان أثقلنا عليك ولم نكن ... يومًا على أحد من الثقلاء
عفوًا، فإن نفوسنا في نشوة ... تسري من الأعضاء للأعضاء
من بعد ما اصطبرت على لأوائها ... رقصت وقد وافيت من لألاء
محبورة بثوابها.. مغمورة ... بعطائها.. مسرورة بلقاء
لازلت فينا قادمًا ومودعًا ... تسدي فنثني نحن خير ثناء
***
يا ذا الجلال.. وأنت خير مؤمل ... للخاطئين.. وأنت خير وقاء
أوغلت في سبل الهوى فإذا الهوى ... يمسي وطائي المشتهي وغطائي
وفناؤك الممتد أرحب ساحة ... من أن يضيق بآثم خطاء
ضاقت علي منازلي ومرابعي ... ومسالكي.. وجفا الجنوب كسائي
ودلفت في جنح الدياجر خائفا ... ونكصت حين أبى عليّ فنائي
لم يبق لي إلاك فارحم آبقًا ... من ناره.. بالروضة الغناء
إني أحن لزهرها وثمارها ... وتحسن برد ظلالها أحشائي