نِداء تفزَغُ الأفلاك منه ... ويخشعَ في مساريه السَّديمُ
على سمْع الهُداة يَضُوعُ عطراً ... وتُقذَفُ منه للغاوي رُجُومَ
أصاخ الكونُ مسحوراً إليه ... وخَر لبأسِه الأزلُ القَديمُ
تَنَزلَ فوق صدرِكَ منْ علاه ... يشيرُ الوَحْي، والدِّينُ القَويمُ
سلاماً ناسَكَ الزمنِ القَوِيِّ ... منَ القلبِ الحزين الشاعري
حملتُ إليك أشواقي وسري ... لتَحْمِلَها إلى الأُفُق العَلِي
أمُر بها على زمنى غريباً ... كطَير تاهَ في ظُلَم العَشي
وأعزِفُ للصبائحِ والأَماسي ... فينتَفضُ الغناءُ لِكُلِّ حَي
كأني ما ذرفتُ أسىَ زماني ... ولا أَفضَى صَداي بأيِّ شَيء!!
طَلعْتَ منوِّراً فوق العباد ... فأيقظْ من تشبثَ بالرقاد
وقل للشرق: إن الكون يَمْشي ... على سُبُل مغيبة الرَّشاد
فخُذ لزمانكَ الزَّاد المرَجّى ... من الخلقِ القويم والاتحاد
ولا يوقفْكَ في التيار هولٌ ... فنارُ الهوْل، نورٌ للجهاد
لقد ملَّتْ تقلبنا الليالي ... على وَضَرِ التنعمِ والفَسَاد
شَدَا لكَ بالأذان خميلُ مصرِ ... فَقُمْ.. وانشُر صَداهُ على البَوادِي!! (١)
***
(١) محمود حسن إسماعيل الديوان الحادي عشر صوت من الله قصيدة: "الزمن" رمضان ص (١٧٦٣-١٧٧٠) .