للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا) [الإسراء: ٨٢] .

في القرآن شفاء، وفي القرآن رحمة، لمن خالطت قلوبهم بشاشة الإيمان فأشرقت، وتفتحت لتلقي ما في القرآن من روح وطمأنينة وأمان.

في القرآن شفاء من الوسوسة والقلق والحيرة، فهو يصل القلب بالله، فيرضى ويستروح الرضا من الله والرضى عن الحياة، والقلق مرض، والحيرة نصب، والوسوسة داء، ومن ثم هو رحمة للمؤمنين.

وفي القرآن شفاء من الهوى والدنس والطمع والحسد ونزغات الشيطان.

وفي القرآن شفاء من الاتجاهات المختلة في الشعور والتفكير فهو يعصم العقل من الشطط.

وفي القرآن شفاء من العلل الاجتماعية التي تخلخل بناء المجتمعات (١) .

(ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين) [الزخرف: ٣٦] .

"وأسوأ ما يصنعه قرين بقرين أن يصده عن السبيل الواحدة القاصدة ثم لا يدعه يفيق، أو يتبين الضلال فيتوب؛ إنما يوهمه أنه سائر في الطريق القاصد القويم، حتى تفاجئهم النهاية وهم سادرون، هنا يفيقون كما يفيق المخمور، ويفتحون أعينهم بعد العشى والكلال.

والعذاب كامل لا تخففهُ الشركة، ولا يتقاسمه الشركاء فيهون" (٢) .

(ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى) [طه: ١٢٤] .

الحياة المقطوعة الصلة بالله ورحمته الواسعة؛ ضنك مهما يكن فيها من سعة ومتاع.


(١) "الظلال" (٤/٢٢٤٨) .
(٢) "الظلال" (٣١٨٩-٣١٩٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>