للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأعجب من حفاظ القرآن كيف يهنيهم النوم، ويسعهم أن يشتغلوا بشيء من الدنيا وهم يتلون كلام الله، أما إنهم لو فهموا ما يتلون، وعرفوا حقه وتلذذوا به واستحلوا المناجاة به لذهب عنهم النوم فرحاً بما رزقوا.

وأنشد ذو النون المصريّ:

منع القرآن بوعده ووعيده ... مقل العيون بليلها لا تهجع

فهموا عن الملك الكريم كلامه ... فهماً تذل له الرقاب وتخضع (١)

رمضان والشفاعة:

لأنه شهر الصيام والقرآن وهما يشفعان للعبد يوم القيامة قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. "القرآن شافع مشفع، ماحل مصدق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار" (٢) .

وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه" (٣) .

وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، يقول القرآن: رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان" (٤) .

عن ابن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب فيقول: أنا الذي أسهرت ليلك وأظمأت نهارك" (٥) .


(١) "لطائف المعارف" (١٩٣) .
(٢) رواه ابن حبان، وابن ماجة عن جابر، والطبراني في "الكبير" والبيهقي في "شعب الإيمان" عن ابن مسعود وصححه الألباني في "صحيح الجامع" رقم (٤٤٤٣) .
(٣) رواه أحمد، ومسلم عن أبي أمامة.
(٤) صحيح: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" عن ابن عمرو، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" رقم (٣٨٨٢) .
(٥) قال الألباني في "صحيح ابن ماجة" (٢/٣١٤) : ضعيف يحتمل التحسين. قال ابن كثير: هذا إسناد حسن
على شرط مسلم فإن بشيراً هذا خرج له مسلم ووثقه ابن معين وقال النسائي ما به بأس انظر "الفتح الرباني" (١٨/٧٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>