للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(انشقت السماء فكانت وردة كالدهان) .

يعز ويذل، ويفقر ويغني، ويسعد ويُشقي، ويبقي ويُفني، ويشين ويزين، وينقض ويبني (كل يوم هو في شأن) .

قدّر التقدير فلا رادّ لحكمه، وعلم سر العبد وباطن عزمه (وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه) .

مدّ الأرض فأوسعها بقدرته، وأجرى فيها أنهارها بصنعته، وصبغ ألوان نباتها بحكمته فمن يقدر على صبغ تلك الألوان، ثبتها بالجبال الرواسي في نواحيها، وأرسل السحاب بمياه تحييها، وقضى بالفناء على ساكنيها (كل من عليها فان) .

من خدمه طامعاً في فضله نال، ومن لجأ إليه في رفع كربه زال، ومن عامله أربحه وقد قال: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) (١) .

* فاتق الله أفلا تنافس الجن في حسن المقال.

قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - للصحابة: "لما قرأتها (يعني سورة الرحمن) على الجن ليلة الجن، فكانوا أحسن مردوداً منكم، كنت كلما أتيت على قوله: (فبأي آلاء ربكما تكذبان) قالوا: ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد" (٢) .

"فاللهم إنا نعوذ بك أن نبدل نعمتك كفراً، وأن نكفرها بعد أن عرفناها، وأن ننساها ولا نثني بها" كما قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله.

"إلهي من كرمك أنك تطاع ولا تعصى، ومن حلمك أنك تعصى وكأنك لا ترى، وأي زمن لم يعصك فيه سكان أرضك وأنت بالخير عوّاد".

ولله در الحسن: كان إن ابتدأ حديثه قال:

"الحمد لله ربنا لك الحمد بالإسلام والقرآن، ولك الحمد بالأهل والمال والمعافاة، كبّت عدونا، وبسطت رزقنا، وأظهرت أمتنا، وجمعت فرقتنا،


(١) "التبصرة" (٢/٧٠) .
(٢) صحيح: رواه ابن ماجه عن أنس، ورواه ابن السني والخرائطي والضياء وصححه الألباني في "صحيح الجامع" رقم (٥٥٦٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>