للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال عمرو بن قيس الملائي: "عمل فيها خير من عمل ألف شهر".

وقال آخرون: معنى ذلك أن ليلة القدر خير من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر.

عن قتادة: خير من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر. وسرد أقوال أخرى، ثم قال ابن جرس: وأشبه الأقوال في ذلك بظاهر التنزيل قول من قال: عمل في ليلة القدر خير من عمل ألف شهر، ليس فيها ليلة القدر" (١) .

قال أبو بكر الورّاق: سميت ليلة القدر لأنه نزل فيها كتاب ذو قدر على لسان ملك ذي قدر، على رسول ذي قدر، وعلى أمة ذات قدر.

(تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر) .

تنزل الملائكة وجبريل معهم في ليلة القدر من كل أمر قضاه الله في تلك السنة، من رزق وأجل.

قال قتادة: يقضي فيها ما يكون في السنة إلى مثلها.

(سلام هي حتى مطلع الفجر) .

قال ابن جرير: سلام ليلة القدر من الشر كله من أولها إلى طلوع الفجر من ليلتها.

قال قتادة: "هي خير كلها إلى مطلع الفجر" (٢) .

عن أنس رضي الله عنه قال: "دخل رمضان، فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا محروم" (٣) .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أتاكم شهر رمضان، شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم" (٤) .


(١) "تفسير الطبري" (١٢/٢٥٩-٢٦٠) .
(٢) "تفسير الطبري" (١٢/٢٦١) .
(٣) حسن: رواه ابن ماجه وحسنه الألباني في "صحيح الترغيب" (١/٤١٨ حديث رقم ٩٩٠) .
(٤) حسن: رواه النسائي والبيهقي، وحسنه الألباني في "صحيح الترغيب" (١/٤١٨ حديث ٩٨٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>