للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن بطال: "في الحديث رفع لمراعاة النجوم بقوانين التعديل، وإنما المعول رؤية الأهلة وقد نهينا عن التكلف. ولا شك أن في مراعاة ما غمض حتى لا يدرك إلا بالظنون غاية التكلف.

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا شعبان ثلاثين" (١) .

* وعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فاقدروا له" (٢) .

وعن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إذا جاء رمضان فصوموا ثلاثين إلاَّ أن تروا الهلال قبل ذلك" (٣) .

وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إذا رأيتُم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غُم عليكم فاقدروا له" (٤) .

وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "جعل الله الأهلة مواقيت للناس، فصوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين يوماً" (٥) .

قال ابنُ حجر (٤/١٤٦) : "للعلماء فيه تأويلان، وذهب آخرون إلى تأويل ثالث، قالوا: معناه فاقدروه بحساب المنازل. قاله أبو العباس بن سريج من الشافعية، ومطرف بن عبد الله من التابعين، وابن قتيبة من المحدثين.

قال ابن عبد البر: لا يصح عن مطرف، وأما ابن قتيبة هو ممن يعرج عليه في مثل هذا.

قال: ونقل ابن خويز منداد عن الشافعي مسألة ابن سريج والمعروف عن الشافعي ما عليه الجمهور.


(١) رواه الشيخان والنسائي وغيرهم عن عدة من الصحابة.
(٢) أخرجه الشيخان ومالك وغيرهم.
(٣) صححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" رقم (١٣٠٨) . رواه الطبراني في الكبير وأحمد والطحاوي. وصححه الألباني أيضاً في "صحيح الجامع".
(٤) رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة وابن حبان عن عمر.
(٥) صحيح: رواه البيهقي في سننه، وأحمد، والطبراني في الكبير، والديلمي وابن عساكر عن طلق بن علي، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (٣٠٩٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>