الكبد، أو يتحول إلى دهن، يخزن في الجسم لوقت الحاجة.
والخلاصة أن التأثير الكلي لوجبة الغذاء - (في السحور) ، بناء على ما سبق-، هو تقديم مخزون للجسم من الكربوهيدرات في الكبد، والعضلات، ومخزون من الدن (ثلاثي الجليسرول) في النسيج الشحمي، والكبد، واستخدام الأحماض الأمينية في تصنيع البروتين في كل أنسجة الجسم، وخاصة الكبد، وتقديم الأحماض الدهنية الأساسية والفيتامينات والمعادن، والتي لا يمكن للجسم أن يصنعها بداخله، وتتوقف عليها عمليات الاستقلاب الأساسية.
٢- فترة ما بعد الامتصاص: وهي مرحلة الهدم:
تبدأ هذه المرحلة بعد تناول وجبة السحور بحوالي ٤-٦ ساعات بعدما تمتص جميع محتويات الأمعاء الدقيقة، وتتراوح فترة ما بعد الامتصاص من (٦-١٢) ساعة من امتصاص الطعام، وقد تمتد حتى ٤٠ ساعة، وبما أن الصيام الإسلامي يبدأ من بداية مرحلة الامتصاص، وعلى اعتبار أن الصوم في المناطق المدارية حوالي ١٥ ساعة، فإن عدد ساعات الصيام الإسلامي لن تتعدى غالبًا فترة ما بعد الامتصاص.
ويمكن تلخيص أهم الأحداث في هذه المرحلة فيما يلي:
١- تتوقف جميع المواد الغذائية التي تصل الجسم من خلال الأمعاء خلال هذه الفترة، ويعتمد الجسم البشري على المخزون من الغذاء للحصول منه على الطاقة، ويحرك هذا المخزون هبوط تركيز جلوكوز الدم، وفي بداية هذه المرحلة يكون مصدر الجلوكوز في الدم ناتج من تحلل الجليكوجين الكبدي، وتأخذ جميع أنسجة الجسم الطاقة منه.
٢- يهبط مستوى الجلوكوز في الدم، فيؤدي إلى نقص إفراز الإنسولين (الذي كان مرتفعًا في فترة الامتصاص) ، وهذا يعمل كمنبه لإفراز هرمون الجلو-كاجون، وهذه التغيرات الهرمونية تؤدي إلى ازدياد تحلل الجليكوجين الكبدي، وتثبيط تكونه، وازدياد تصنيع جلوكوز جديد في الكبد، لأن تحلل الجليكوجين بمفرده لا يكون قادرًا على إنتاج الجلوكوز الكافي، خصوصًا كلما