النَّسَائِيّ) .
بَابٌ فِي أَنَّ اللِّعَانَ يَمِينٌ
٢٩١٢ - (عَنْ «ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ هِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ وَهُوَ أَحَدُ الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا، فَجَاءَ مِنْ أَرْضِهِ عِشَاءً فَوَجَدَ عِنْدَ أَهْلِهِ رَجُلًا، فَذَكَرَ حَدِيثَ تَلَاعُنِهِمَا إلَى أَنْ قَالَ: فَفَرَّقَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَهُمَا وَقَالَ:. إنْ جَاءَتْ بِهِ أُصَيْهِبَ أُرَيْسِحَ حَمْشَ السَّاقَيْنِ فَهُوَ لِهِلَالٍ، وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَوْرَقَ جَعْدًا جُمَّالِيًّا خَدَلَّجَ السَّاقَيْنِ سَابِغَ الْأَلْيَتَيْنِ فَهُوَ لِلَّذِي رُمِيَتْ بِهِ، فَجَاءَتْ بِهِ أَوْرَقَ جَعْدًا جُمَّالِيًّا خَدَلَّجَ السَّاقَيْنِ سَابِغَ الْأَلْيَتَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لَوْلَا الْأَيْمَانُ لَكَانَ لِي وَلَهَا شَأْنٌ» رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد) .
ــ
[نيل الأوطار]
[بَابُ مَنْ قَذَفَ زَوْجَتَهُ بِرَجُلٍ سَمَّاهُ]
الرِّوَايَةُ الْأُخْرَى مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ رِجَالُهَا رِجَالُ الصَّحِيحِ، وَيَشْهَدُ لِصِحَّتِهَا حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ الْمُتَقَدِّمُ فِي الْبَابِ الَّذِي قَبْلَ هَذَا فَإِنَّ سِيَاقَهُ وَسِيَاقَ هَذَا الْحَدِيثِ مُتَقَارِبَانِ. قَوْلُهُ: (وَكَانَ أَوَّلَ رَجُلٍ لَاعَنَ فِي الْإِسْلَامِ) قَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى هَذَا. قَوْلُهُ: (سَبْطًا) بِفَتْحِ السِّينِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ بَعْدَهَا طَاءٌ مُهْمَلَةٌ: وَهُوَ الْمُسْتَرْسِلُ مِنْ الشَّعْرِ وَتَامُّ الْخَلْقِ مِنْ الرِّجَالِ. قَوْلُهُ: (قَضِئَ الْعَيْنَيْنِ) بِفَتْحِ الْقَافِ وَكَسْرِ الضَّادِ الْمُعْجَمَةِ بَعْدَهُمَا هَمْزَةٌ عَلَى وَزْنِ حَذِرَ، وَهُوَ فَاسِدُ الْعَيْنَيْنِ. وَالْأَكْحَلُ قَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَيْهِ. وَالْجَعْدُ بِفَتْحِ الْجِيمِ وَسُكُونِ الْمُهْمَلَةِ بَعْدَهَا دَالٌ مُهْمَلَةٌ أَيْضًا، قَالَ فِي الْقَامُوسِ: الْجَعْدُ مِنْ الشَّعْرِ: خِلَافُ السَّبْطِ أَوْ الْقَصِيرِ مِنْهُ. قَوْلُهُ: (حَمْشَ السَّاقَيْنِ) بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ ثُمَّ مُعْجَمَةٍ وَهُوَ لُغَةٌ فِي أَحَمْشَ. قَالَ فِي الْقَامُوسِ: حَمَشَ الرَّجُلُ حَمْشًا وَحَمَشًا صَارَ دَقِيقَ السَّاقَيْنِ فَهُوَ أَحْمَشُ السَّاقَيْنِ وَحَمْشُهُمَا بِالْفَتْحِ وَسُوقٌ حِمَاشٌ وَقَدْ حَمَشَتْ السَّاقُ كَضَرَبَ وَكَرُمَ حُمُوشَةً، انْتَهَى. قَوْلُهُ: (إنَّ أَوَّلَ لِعَانٍ فِي الْإِسْلَامِ) قَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى ذَلِكَ، وَظَاهِرُ الْحَدِيثِ أَنَّ حَدَّ الْقَذْفِ يَسْقُطُ بِاللِّعَانِ وَلَوْ كَانَ قَذَفَ الزَّوْجَةَ بِرَجُلٍ مُعَيَّنٍ.
[بَابٌ فِي أَنَّ اللِّعَانَ يَمِينٌ]
الْحَدِيثُ أَوْرَدَهُ أَبُو دَاوُد مُطَوَّلًا، وَفِي إسْنَادِهِ عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ غَيْرُ وَاحِدٍ وَقَدْ قِيلَ: إنَّهُ كَانَ قَدَرِيًّا دَاعِيَةً. قَوْلُهُ: (أُصَيْهِبَ) تَصْغِيرُ الْأَصْهَبِ، وَهُوَ مِنْ الرِّجَالِ: الْأَشْقَرُ وَمِنْ الْإِبِلِ: الَّذِي يُخَالِطُ بَيَاضَهُ حُمْرَةٌ. قَوْلُهُ: (أُرَيْسِحَ) تَصْغِيرُ الْأَرْسَحِ بِالسِّينِ وَالْحَاءِ الْمُهْمَلَتَيْنِ وَرُوِيَ بِالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ بَدَلًا مِنْ السِّينِ، وَيُقَالُ: الْأَوْصَعُ بِالصَّادِ وَالْعَيْنِ الْمُهْمَلَتَيْنِ: وَهُوَ خَفِيفُ لَحْمِ الْفَخِذَيْنِ وَالْأَلْيَتَيْنِ. وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ حَمْشَ السَّاقَيْنِ وَالْجَعْدِ وَخَدَلَّجَ السَّاقَيْنِ وَسَابِغَ الْأَلْيَتَيْنِ. قَوْلُهُ: (أَوْرَقَ) هُوَ الْأَسْمَرُ. قَوْلُهُ: (جُمَّالِيًّا) بِضَمِّ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute