للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن الدعوات التي تتعلق بأمور الآخرة تنزل منزلة التسبيح، وأما بمآرب الدنيا، فيبعد الاعتداد به مع القدرة على غيره (١).

فرع:

٨٢٥ - إذا كان يحسن آية من غير الفاتحة، فهل يكفيه أن يكررها سبعاً؟ أم يأتي بها مرة واحدة، ويأتي بالذكر بدلاً عن الست؟ فعلى وجهين مشهورين، لا يخفى توجيههما.

٨٢٦ - ولو كان يحسن آية واحدة من الفاتحة، فهل يكفيه أن يكررها أم يأتي بها، ويأتي بست آيات إن كان يحسنها من غيرها؟ فعلى وجهين أيضاً.

فإن قلنا: يكفي التكرير، فإن كان يحسن آيتين مثلاً، ففي التكرير احتمال، يجوز أن يقال: يكررهما أربعاً، وقد كفى؛ فإنه أتى بالسبع، وزاد، فليتأمل الناظر ذلك، فهو محل النظر. فهذا الفرع ملحق بما تقدم. فهذا كله إذا كان لا يحسن الفاتحة، ولا شيئاًً من القرآن.

وذكر العراقيون: أن النبي صلى الله عليه وسلم علّم أعرابياً كان لا يحسن [الفاتحة ولا] (٢) شيئاًً من القرآن أن يقول بدل القراءة: "سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله" (٣).


(١) انتهى إلى هنا الجزء الثاني من تجزئة النسخة التي نرمز لها (ت ٢). وجاء في خاتمة الجزء ما نصه: "تم الجزء الثاني بحمد الله وعونه، وصلى الله على محمد نبيه، وعلى آله وصحبه وسلم، وشرّف وكرّم. يتلوه في الجزء الثالث: فرع إذا كان يحسن آية من غير الفاتحة، فهل يكفي أن يكررها".
(٢) زيادة من (ت ٢).
(٣) حديث "أن النبي صلى الله عليه وسلم علم أعرابياً ... " صحيح. رواه أبو داود، وأحمد، والنسائي، وابن الجارود، وابن حبان والحاكم، والدارقطني، واللفظ له من حديث ابن أبي أوفى (ر. التلخيص: ١/ ٢٣٦ ح ٣٥١، أبو داود: الصلاة، باب من رأى القراءة إذا لم يجهر، ح ٨٣٢، وصحيح أبي داود: ١/ ١٥٧ ح ٧٤٢، النسائي: الافتتاح، باب ما يجزىء من القراءة لمن لا يحسن القرآن، ح ٩٢٤، وصحيح النسائي: ١/ ٢٠١ ح ٨٨٥، المسند: ٤/ ٣٥٣، ٣٥٦، ٣٨٢، المنتقى لابن الجارود: ح ١٨٩، ابن حبان: ح ٦٨٠٥، الحاكم: ١/ ٢٤١، الدارقطني: ١/ ٣١٣ - ٣١٤، والإرواء: ٣٠٣).