للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

به، فكأن العلَمَ لو نصب، في حكم الإشارة إلى الدفع، فإذا لم ينصب، فإنشاء الدفع في حكم التصريح بالمقصود.

٩٥٢ - ثم قال الأئمة: ما ذكرناه من النهي عن المرور [و] (١) دفع المار فيه إذا وجد المارّ سبيلاً سواه، فإن لم يجد، وازدحم الناس، فلا نهي عن المرور، ولا يشرع الدفع.

٩٥٣ - ولو كان الرجل في صحراء، وخطَّ خطاً بين يديه مُعلماً به حدّه، فقد تردّد في هذا كلام الشافعي في القديم، وأن هذا هل يكون ساتراً؟ فمال إلى الاكتفاء به قديماً، ثم رُئي ذلك القول في الجديد، قد خَطّ عليه الشافعي، فالذي استقر عليه أن الخطَّ لا يكفي؛ إذ الغرض منه الإعلام، وهذا لا يحصل بالخط.

فصل

قال: "وأحب إذا قرأ آية رحمة أن يسأل ... إلى آخره" (٢)

٩٥٤ - الإمام إذا مرّ في أثناء القراءة بآية رحمة، فحسنٌ أن يسأل، وإذا مر بآية عذاب، فحسن أن يستعيذ، وكذلك يفعلُ المأموم المستمع.

وقد رُوي عن حذيفة بن اليمان أنه قال: "صليتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين، فقرأ فيهما سورةَ البقرة، وكان إذا مر بآية رحمة سأل، وإذا مر بآية عذاب استعاذ، وإذا مر بآية تنزيه سبح، وإذا مرّ بآية مثَلٍ فكَّر" (٣).


(١) ساقطة من جميع النسخ، وزدناها رعاية للسياق. ثم وجدناها في (ل).
(٢) ر. المختصر: ١/ ٨٣.
(٣) حديث حذيفة رواه أصحاب السنن، وصححه الألباني، ورواه البيهقي من حديث عائشة (ر. أبو داود: الصلاة، باب ما يقول في ركوعه وسجوده، ح ٨٧١، الترمذي: أبواب الصلاة، باب ما جاء في التسبيح في الركوع والسجود، ح ٢٦٢، النسائي: الافتتاح، باب تعوذ القارىء إذا مرّ بآية عذاب، وباب مسألة القارىء إذا مرّ بآية رحمة، ح ١٠٠٨، ١٠٠٩، ابن ماجه: إقامة الصلاة، باب ما جاء في القراءة في صلاة الليل، ح ١٣٥١، البيهقي: ٢/ ٣١٠، تلخيص الحبير: ١/ ٢٤٠ ح ٣٥٩، وصحيح أبي داود: ١/ ١٦٥ ح ٧٧٤).