للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وننبه هنا أن كلام الأئمة الكبار بعضهم في بعض يجب أن يؤخذ بحذر، وبخاصة عند اختلاف المذاهب والمشارب، كما في حال هؤلاء الأئمة مع إمام الحرمين.

كما أن كلام الكبار بعضهم في بعض يمكن احتماله، أما أن يطير به بعض الشداة، ويرددونه، فهذا ما قصدنا دفعه، والتنبيه إلى خطورته.

ونختم هذا الفصل بهذه الكلمة المضيئة لإمام العلم والعمل، الإمام ابن القيم، إذ قال: " لو كان كل من أخطأ، أو غلط تُرك جُملةً، وأهدرت محاسنه، لفسدت العلوم، والصناعات والحكم، وتعطلت معالمها (١) ".

ونضيف ما جاء عن ابن عبد البر في كتابه (جامع بيان العلم وفضله):

" قال الثوري رحمه الله: " عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة " (٢).

ثم قال ابن عبد البر: " ومن لم يحفظ من أخبارهم (٣) إلا ما بدر من بعضهم في بعض على الحسد والهفوات، والغضب والشهوات، دون أن يُعنى بفضائلهم حُرم التوفيق، ودخل في الغيبة، وحاد عن الطريق.

جعلنا الله وإياك ممن يسمع القول فيتبع أحسنه " (٤).

...


(١) مدارج السالكين: ٢/ ٣٩.
(٢) عُزيت هذه الحكمة إلى ابن عيينة، عزاها ابن الجوزي في مقدمة صفة الصفوة ص ٤٥، وقال الشيخ أبو غدة: عزيت إلى ابن عيينة في غير مصدر (مقدمة الانتقاء ص ٦).
(٣) عَنَى الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الأئمة.
(٤) ر. جامع بيان العلم وفضله: ٢/ ١٩٩ (آخر باب حكم قول العلماء بعضهم في بعض).

<<  <  ج: ص:  >  >>