للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يشعر بعدم الكافل، وإنما لسهم هذا لحاجة ناجزة.

ثم الذي ذهب إليه جماهير الأصحاب اشتراك كافة يتامى المسلمين في الاستحقاق. وانفرد القفال بأن قال: المراد يتامى المرتزقة (١) دون غيرهم، وهذا [ .... ] (٢) ولم يُساعَد عليه.

٧٧٧٩ - وأما المساكين، فلا حاجة إلى وصفهم، وهم المساكين المذكورون في آية الصدقات، كما يأتي الكلام فيها، إن شاء الله تعالى.

٧٧٨٠ - وأما أبناء السبيل، فهم المسافرون، وسيأتي وصفهم في الصدقات، إن شاء الله تعالى. وقد ذهب جماهير الأصحاب إلى [أنه] (٣) تُشترط فيهم [الحاجة.

وحكى بعضهم] (٤) وجهاً عن بعض الأصحاب أنا نصرف هذا السهم إلى كل من يَهُمّ بسفر، وإن لم تكن حاجة ماسة. وهذا غريب جداً لا تعويل عليه.

والمعتبر عندنا في الباب أن كل من سمي في البابين (٥)، فلا يختلف وصفه فيهما، ومن جملة ذلك أبناء السبيل.

فأما الذين لا ذكر لهم في آية الصدقات، فأصحاب القرابة منهم، ولا تشترط


(١) يتامى المرتزقة: المراد يتامى المجاهدين أصحاب الديوان الذين يأخذون كفايتهم من الفيء، فإذا استشهد واحد منهم أو مات وترك يتيماً، فيأخذ كفايته من سهم اليتامى من الفيء، ولا يأخذ من الصدقات عند القفال، وقال الماوردي بقول القفال في المساكين، فقال في الأحكام السلطانية: "والسهم الرابع للمساكين، وهم الذين لا يجدون ما يكفيهم من أهل الفيء، لأن مساكين الفيء يتميزون عن مساكين الصدقات لاختلاف مصرفهما".
قال الرافعي: وقد يحتج لهذا بظاهر قول ابن عباس رضي الله عنهما: "إن أهل الفيء كانوا بمعزلٍ عن الصدقة، وأهل الصدقة كانوا بمعزلٍ عن الفي".
(ر. الأحكام السلطانية: ١٢٧، والشرح الكبير: ٧/ ٣٣٣، ٣٣٤) وقول ابن عباس، رواه البيهقي في المعرفة: ٥/ ١٦٣.
(٢) كلمة طمس أولها، وما بقي منها صورته هكذا (حـ ـلف) بهذا الرسم وهذا النقط.
(٣) في الأصل: أن.
(٤) زيادة من المحقق، لا يستقيم الكلام بدونها.
(٥) البابين: المراد باب قسم الفيء، وباب قسم الصدقات.