للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا يناط به قصاص، ولا غرم، وهذا غريب غير معدود من المذهب.

١٠٩٨٧ - والذي يجب إنعام النظر فيه الإصابة بالعين وقد توافت الحكايات فيها، حتى بلغت مبلغاً لا يقصر عن الخبر الذي ينقله المعتمدون، وصح أن الرسول عليه السلام قال: " العين حق " (١) وبلغنا أن في الناس من يعتمد ذلك ولا يخطئ.

ولست أرى له حكماً، بخلاف السحر؛ فإن العين إن أصابت، لم تلتحق بالأسباب التي تعد من أسباب الهلاك، وقد ذكرنا أن من صاح ببالغٍ عاقلٍ، فسقط من سطح، لم يلتزم ضماناً، وليس اتفاق هذا من المنكرات، ومن نظر وهو صائم إلى من تتوق نفسه إليه فأمنى، لم يفسد صومه، فهذا ما يجب القطع به.

١٠٩٨٨ - ثم قال الشافعي رضي الله عنه: " لو قال الساحر: أمرضه سحري، ولم يمت به، وإنما مات بسبب آخر "، قال الشافعي: " أقسم أولياؤه، وصار ما أقرّ به من المرض لوثاً في القتل " (٢)، وهذا مشكلُ يُحْوِج إلى البحث؛ فاللوث إنما يتعلق به إذا ثبت أصل القتل، هذا وجه.


=والإستراباذي هو أحمد بن محمد المعروف بأبي جعفر الإستراباذي، من أصحاب الوجوه في المذهب، ومن كبار الفقهاء والمدرسين، وأجلة العلماء المبرزين، وهو من أصحاب ابن سريج، وعلّق عنه تعليقاً في غاية الإتقان. والإستراباذي منسوب إلى بلدة معروفة بخراسان، وقد ضبطه النووي في التهذيب بكسر الهمزة وبسين مهملة ساكنة ثم تاء مثناة من فوق مكسورة، وكذا السمعاني في الأنساب وضبطه ياقوت في معجم البلدان بالفتح ثم السكون ثم فتح التاء، أما ابن باطِش فضبطه في غريب المهذب بكسر فسكون ثم فتح التاء.
أما وفاة الإستراباذي فلم نجد من ترجموا له ذكروا سنة وفاته، بل وجدنا الإسنوي يقول: لم أقف له على تاريخ وفاة.
ومما يلفت النظر أن من ترجموا له لم يذكروا له اسماً، إلا ابن هداية وعنه أخذنا اسمه واسم أبيه، وكانوا يقتصرون على الكنية واللقب. ومما يلفت -أيضاً- أن السبكي لم يترجم له، على جلالته ومنزلته في المذهب.
(ر. طبقات العبادي: ٨٥، تهذيب الأسماء: ٢/ ٢٠٢، الإسنوي: ١/ ٤٨، ابن قاضي شهبة: ١/ ١٣٤، ابن هداية: ٨٤، المغني في الإنباء عن غريب المهذب والأسماء لابن باطيش: ٤/ ٤٣٢).
(١) حديث " العين حق " مرَّ قريباً.
(٢) ر. المختصر: ٥/ ١٥٦.