للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: (واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا) [الطور: ٤٨] .

وقال: (واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون) [النحل: ١٢٧] .

والصبر آخية (١) المؤمن التي يجول ثم يرجع إليها، وساق إيمانه الذي لا اعتماد له إلا عليها.

قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها" (٢) .

* وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ما رزق عبد خيراً له ولا أوسع من الصبر" (٣) .

* قال عمر بن الخطاب: "أفضل عيش أدركناه بالصبر".

وقال عليّ بن أبي طالب: الصبر مطية لا تكبو، وقال الحسن: الصبر كنز من كنوز الجنة لا يعطه الله إلا لعبد كريم عنده، وقال عمر بن عبد العزيز: ما أنعم الله على عبده نعمة فانتزعها منه فعاضه مكانها الصبر إلا كان ما عَوّضه خيرا مما انتزعه" (٤) .

واعلم يا أخي وأنت في شهر الصبر "أنّ من تعلق بصفة من صفات الرب تعالى أدخلته تلك الصفة عليه، وأوصلته إليه، والرب تعالى هو الصبور، بل لا أحد أصبر على أذى سمعه منه، وهو صبر من أعظم مصبور عليه، فإن مقابلة أعظم العظماء وملك الملوك وأكرم الأكرمين بغاية القبح وأعظم الفجور، ونسبته إلى كل ما لا يليق به، والقدح في كماله وأسمائه والإلحاد في آياته، وتكذيب رسله عليهم السلام، ومقابلتهم بالشتم والأذى، وتحريق أوليائه وقتلهم وإهانتهم لا يصبر عليه إلا الصبور


(١) العروة التي تشد إليها الدابة.
(٢) رواه أحمد في "مسنده"، ومسلم، والترمذي عن أبي مالك الأشعري.
(٣) صحيح: رواه الحاكم في "المستدرك" وصححه عن أبي هريرة وصححه الألباني في "صحيح الجامع" رقم (٥٦٢٦) .
(٤) "عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين" لابن قيم الجوزية (ص ٩٠-٩١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>