للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* وشكر العامة على المطعم والمشرب والملبس وقوت الأبدان، وشكر الخاصة على قوت القلوب والتوحيد والإيمان.

نعم: الشكر: التلذذ بثنائه على ما لم تستوجب من عطائه، وقيل: من قصرت يداه عن المكافآت فليطل لسانه بالشكر.

والشكر معه المزيد فمتى لم ترَ حالك في مزيد فاستقبل الشكر.

* والشكر يتعلق بالقلب واللسان والجوارح:

فالقلب للمعرفة والمحبة، واللسان للثناء والحمد، والجوارح لاستعمالها في طاعة المشكور وكفها عن معاصيه.

قال الشاعر:

أفادتكم النعماء مني ثلاثة ... يدي ولساني والضمير المحجّبا

* والشكر أخص بالأفعال، والحمد أخص بالأقوال، فإنه يحمد على أسمائه وصفاته وأفعاله أو يشكر على نعمه.

وسبب الحمد أعمّ من سبب الشكر.

ومتعلق الشكر وما به الشكر أعمّ مما به الحمد، فإنه يشكر بالقلب واللسان والجوارح، ويحمد بالقلب واللسان.

وأي نعم الله تحصي في الدنيا أو في الآخرة.

عن عبد الله بن محصن قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها" (١) . فما ظنك بنعمة ترك المعصية في هذا الشهر.

أصبحت بين نعمتين لا تدري أيتهما أفضل: ذنوب سترها الله فلا يستطيع أن يعيرك بها أحد، ومودة قذفها في قلوب العباد لا يبلغها العمل.


(١) حسن: رواه البخاري في "الأدب المفرد"، والترمذي وابن ماجه، وحسنه الألباني في "صحيح الجامع" رقم (٦٠٢٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>