وهذه الحقائق تجعل الصيام الإسلامي متفردًا في يسره وسهولته، حتى إن بعض العلماء لم يعد فترة ما بعد الامتصاص، أو الفترة المبكرة من توقف الغذاء، من مراحل التجويع.
أما في المرحلة الثانية (التجويع المتوسط) : فتنبه أكثر عملية تصنيع الجلوكوز الجديد، وتحدث عملية الأكسدة للدهون بصورة أكبر من المرحلة الأولى، وتنتج الأجسام الكيتونية لإمداد عدد من الأنسجة بالطاقة اللازمة، فمثلاً يستهلك المخ من الطاقة من -هذه الأجسام- حوالي من ١٠-٢٠% من احتياجاته، والجلوكوز المنتج في هذه المرحلة، ضعفا المنتج منه في المرحلة السابقة أو ثلاثة أضعافه، وبرغم توفر وقود من الجليسرول، واللاكتات، لعملية تصنيع الجلوكوز الجديد، إلا أنه في هذه الفترة يرتفع معدل تحلل البروتين، وينتج توازن نتروجيني سلبي، يفرز فيه النتروجين على هيئة بولينا، كما يأخذ الكبد كميات متزايدة من الأحماض الدهنية الحرة، ويتأكسد جزء كبير منها، وهذا يؤدي إلى تولد مزيد من الأجسام الكيتونية.
وأهم ما يحدث في هذه المرحلة هو:
١- ارتفاع معدل استقلاب البروتين وحدوث توازن نتروجيني سلبي.
٢- تزداد عملية تصنيع جلوكوز جديد بأكسدة المزيد من الدهون.
٣- تكوين الأجسام الكيتونية، واعتماد المخ على جزء منها للحصول على الطاقة.
وفي المرحلة الثالثة:(التجويع طويل الأجل) يحدث الآتي:
١- انخفاض معدل تحلل البروتين وإخراج النتروجين.
٢- زيادة الاعتماد على ثلاثي الجليسرول (الدهون) لإنتاج الطاقة.
٣- تنشيط عملية تصنيع جلوكوز جديد، وإنتاج حوالي ٧٥% من الجلوكوز في الكبد بهذه العملية، من أحماض غير أمينية مثل اللاكتات، والبيروفات والجليسرول، وينتج الكبد بهذه العملية ٥٠جم في اليوم، بدلا من