ظرف مناخي على الأرض، ولا يحدث أثناءه أو بسببه أي خلل أو اضطراب، في أي من العمليات الحيوية، أو المركبات الضرورية للجسم؛ ذلك لأن الجسم البشري يمتلك من الطاقة المختزنة فيه ما تجعله على مواصلة الانقطاع التام عن الأكل لفترة زمنية تتراوح من شهر إلى ثلاثة شهور متصلة.
فالتغذية لا تتوقف أبدًا عن خلايا الجسم، بل الذي يتوقف فقط -بعد فترة امتصاص الغذاء-، هو عمليات الهضم والامتصاص.
* وهو صيام لا يسبب مشقة للجسم أو شدة عليه، وإنما المشقة المتوهمة هي مخالفة الإلف والعادة في تناول الطعام، والجوع الذي يشعر به الصائم، وهو أحد مظاهر هذه المشقة، إنما هو جوع وهمي أو اعتيادي، وسببه عادة تناول الطعام في أوقات معينة وتعود تناول المنبهات، ولا يعبر هذا الإحساس دائمًا عن حاجة الخلايا الملحة للغذاء.
* وهو صيام يشتمل على عمليتي البناء والهدم في آن واحد فيوفر الجلوكوز كوقود وحيد لخلايا الدماغ، وكوقود أساسي لبقية الأنسجة الأخرى، ويحفظ الجسم من أخطار تنشيط عمليات الهدم بمفردها، من الأكسدة الشديدة والسريعة للدهون وتحلل بروتينات الخلايا وتحطم مكوناتها، وتراكم الأجسام الكيتونية في الدم، وحدوث التوازن النتروجيني السلبي في الجسم، كما يحدث في الصيام الطبي أو التجويع طويل الأجل وقصيره، كما لا يحرم الجسم من إمداده بالمواد الضرورية له في الغذاء كالأحماض الأمينية والدهنية الأساسية والمعادن، وبعض الفيتامينات، والتي لا يستطيع تصنيعها داخل خلاياه، لذلك فهو صيام آمن بكل المقاييس العلمية، ويحقق كل منافع وفوائد الصيام الطبي، بل ويتفوق عليه خصوصًا إن توفرت فيه شروط الصيام المثالي الذي أمر به الشارع الحكيم.
فمن أخبر محمداً - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن في الصيام وقاية للإنسان من أضرار نفسية وجسدية؟ ومن أخبره أن فيه منافع وفوائد يجنيها الأصحاء؟ بل ومن يستطيع الصيام من المرضى وأصحاب الأعذار!! ومن أخبره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بأن الصيام سهل ميسور، لا يضر بالجسم ولا يجهد النفس؟ ومن أطلعه على أن كثرة الصوم تثبط