[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن احمد بن حنبل وسئل عن الشافعي فقال لقد من الله علينا به لقد كنا تعلمنا كلام القوم وكتبنا كتبهم حتى قدم علينا فلما سمعنا كلامه علمنا انه أعلم من غيره وقد جالسناه الأيام والليالي فما رأينا منه إلا كل خير فقيل له يا أبا عبد الله كان يحيى وأبو عبيد لا يرضيانه يشير إلى التشيع وإنهما نسباه إلى ذلك فقال أحمد بن حنبل ما ندري ما يقولان والله ما رأينا منه إلا خيرا.
قال الذهبي تعليقاً على هذا: قلت من زعم أن الشافعي يتشيع فهو مفتر لا يدري ما يقول قد قال الزبير بن عبد الواحد الاستراباذي أخبرنا حمزة بن علي الجوهري حدثنا الربيع بن سليمان قال حججنا مع الشافعي فما ارتقى شرفا ولا هبط واديا إلا وهو يبكي وينشد * يا راكبا قف بالمحصب من منى * واهتف بقاعد خيفنا والناهض * * سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى * فيضا كملتطم الفرات الفائض * * إن كان رفضا حب آل محمد * فليشهد الثقلان أني رافضي *
قال الذهبي: قلت لو كان شيعيا وحاشاه من ذلك لما قال الخلفاء الراشدون خمسة بدأ بالصديق وختم بعمر بن عبد العزيز.
(٩) إنصاف الشافعي للعلماء:
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن محمد بن عبد الحكم قال: سمعت الشافعي يقول: قال لي محمد بن الحسن: صاحبنا أعلم أم صاحبكم. قلت: تريد المكابرة أو الإنصاف؟ قال: بل الإنصاف، قال: قلت: فما الحجه عندكم. قال: الكتاب والسنة والإجماع والقياس، قال: قلت: أنشدك الله أصاحبنا أعلم بكتاب الله أم صاحبكم. قال: إذ أنشدتني بالله فصاحبكم، قلت: فصاحبنا أعلم بسنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم صاحبكم؟ قال: صاحبكم، قلت: فصاحبنا أعلم بأقاويل أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم صاحبكم. قال: فقال: صاحبكم، قال: قلت: فبقي شيء غير القياس؟ قال: لا، قلت: فبحق ندعى القياس أكثر مما تدعونه، وإنما يقاس على الأصول فيعرف القياس، قال: ويريد بصاحبه مالك بن أنس.
(١٠) توقير الشافعي للإمام مالك:
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن الشافعي قال: ما نظرت في موطأ مالك إلا ازددت فهماً.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن الشافعي قال: ما كتاب بعد كتاب الله تعالى أنفع من كتاب مالك بن أنس.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن الشافعي قال: لولا مالك وابن عيينة لذهب علم الحجاز.