سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، فكان بالحق قوالاً، ولماله بذالاً، ولهواه قامعاً وقتالاً، ولم يكن ممن يخاف في الله لومة لائم. وكان مجاب الدعوة، سبق الإسلام قبل عمر بن الخطاب رضي الله عنهما. شهد بدراً بسهمه وأجره. رغب عن الولاية، وتشمر في الرعاية، قمع نفسه، وأخفى عن المنافسة في الدنيا شخصه، اعتزل الفتنة والشرور المؤدية إلى الضيعة والغرور، عازماً علي السبقة والعبور، المفضي إلى الرفعة والحبور. كان للولايات قالياً، وفي مراتب الدنيا وانياً، وفي العبودية غانياً، وعن مساعدة نفسه فانياً.
[*] قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء:
سعيد بن زيد ابن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب أبو الأعور القرشي العدوي أحد العشرة المشهود لهم بالجنة ومن السابقين الأولين البدريين ومن الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه شهد المشاهد مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشهد حصار دمشق وفتحها فولاه عليها أبو عبيدة بن الجراح فهو أول من عمل نيابة دمشق من هذه الامة وله أحاديث يسيرة.
[*] أورد الذهبي في سير أعلام النبلاء عن الواقدي كان سعيد رجلا آدم طويلا أشعر.
- اسم سعيدِ بن زيد - رضي الله عنه - ونسبه:
سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيْل العدوي القرشي، أبو الأعور، من خيار الصحابة
ابن عم عمر بن الخطاب وزوج أخته، ولد بمكة عام (٢٢ قبل الهجرة) وهاجر الى
المدينة، شهد المشاهد كلها إلا بدرا لقيامه مع طلحة بتجسس خبر العير، وهو أحد
العشرة المبشرين بالجنة، كان من السابقين الى الإسلام هو وزوجته أم جميل (فاطمة بنت الخطاب.
والد سعيدِ بن زيد - رضي الله عنه -:
وأبوه -رضي الله عنه- (زيد بن عمرو) اعتزل الجاهلية وحالاتها ووحّد الله تعالى بغير واسطة حنيفياً، وقد سأل سعيد بن زيد الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: (يا رسول الله، إن أبي زيد بن عمرو بن نفيل كان كما رأيت وكما بَلَغَك، ولو أدركك آمن بك، فاستغفر له؟ قال: نعم واستغفر له وقال: إنه يجيءَ يوم القيامة أمّةً وحدَهُ.
(حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه الثابت في صحيح السيرة النبوية) أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سئل عن ورقة بن نوفل؟ فقال: قد رأيته؛ فرايت عليه ثياب بياض، أبصرته في بطنان الجنة وعليه السندس، وسئل عن زيد بن عمرو بن نفيل؟ فقال: يبعث يوم القيامة أمة وحده.