والعاشرة: أنه خان جميع الآدميين، وعصى رب العالمين.
[*] • قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه ذم الهوى:
واعلم وفقك الله أن المعاصي قبيحة العواقب سيئة المنتهى وهي
وإن سر عاجلها ضر آجلها ولربما تعجل ضرها فمن أراد طيب عيشه فليلزم التقوى.
[*] • أورد الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه ذم الهوى عن الأصمعي عن أبيه قال كان شيخ يدور على المجالس ويقول من سره أن تدوم له العافية فليتق الله تعالى.
فمتى رأيت وفقك الله تكديراً في حال فتذكر ذنباً قد وقع.
[*] • قال الفضيل بن عياض: إني لأعصى الله فأعرف ذلك في خلق دابتي وجاريتي
[*] • وقال أبو سليمان الداراني: من صفى صفي له ومن كدر كدر عليه ومن أحسن في ليله كوفىء في نهاره ومن أحسن في نهاره كوفيء في ليله. أهـ
• فيا من يريد دوام العيش على البقاء، دم على الإخلاص والنقاء وإياك والمعاصي فالعاصي في شقاء، والمعاصي تذل الإنسان وتخرس اللسان وتغير الحال المستقيم وتحل الاعوجاج مكان التقويم ٠
• قبح آثار المعاصي:
إن للمعاصي آثارٌ سيئة وعواقب وخيمة وقد تصل العقوبة إلى عمى البصيرة والعياذ بالله فيصير الإنسان هائماً في الضلال، يتقاعس عن التكليف ولا ينفع فيه وعظٌ ولا تسويف، يعيش حياته جيفةً بالليل حمارٌ بالنهار، يعيش عيش البهائم بالليل نائم وبالنهار هائم، لا يعرفُ من الإسلام إلا اسمه ولا من المصحفِ إلا رسمه.
[*] • قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه ذم الهوى:
اعلم أن العقوبة تختلف فتارة تتعجل وتارة تتأخر وتارة يظهر أثرها وتارة يخفى،
وأطرف العقوبات مالا يحس بها المعاقب وأشدها العقوبة بسلب الإيمان والمعرفة ودون ذلك موت القلوب ومحو لذة المناجاة منه وقوة الحرص على الذنب ونسيان القرآن وإهمال الاستغفار ونحو ذلك مما ضرره في الدين.
وربما دبت العقوبة في الباطن دبيب الظلمة إلى أن يمتلىء أفق القلب فتعمى البصيرة.
وأهون العقوبة ما كان واقعا بالبدن في الدنيا وربما كانت عقوبة النظر في البصر فمن عرف لنفسه من الذنوب ما يوجب العقاب فليبادر نزول العقوبة بالتوبة الصادقة عساه يرد ما يرد.
ومن آثار المعاصي ما يلي:
(١) حرمان العلم فالعلم نور يقذفه الله فى القلب و المعصية تطفى ذلك النور