كانت هذه الحقائق قد استقرت في قلب أبي بكر، فترِفَّع رضي الله عنه عن الدنيا وحطامها وزهد فيها،
وهاك بعض صور زهده رضي الله عنه:
- يتجلى زهد عثمان رضي الله عنه في إنفاقه للمال في سبيل الله تعالى: فقد وَعَى حقيقة الزهد بحذافيره وأيقن أن الزهد ليس بأن لا تملك المال بل الزهد أن تملك الدنيا كلها لكنها تكون في يدك وليست في قلبك، كانت الدنيا في يده ولم تقترب من قلبه الشريف رضي الله عنه فكان آيةً في الجود والسخاء والبذل والإنفاق في سبيل الله تعالى، ويتجلى ذلك في المواقف الآتية:
[حفر بئر رومة وتجهيز جيش العسرة:]
(حديث أبي عبد الرحمن رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن عثمان رضي الله عنه حين حوصر أشرف عليهم وقال: (أنشدكم الله، ولا أنشد إلا أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ألستم تعلمون أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: من حفر بئر رومة فله الجنة فحفرتها؟ ألستم تعلمون أنه قال من جهز جيش العسرة فله الجنة فجهزته؟ قال فصدقوه بما قال.
(حديث عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي) قال جاء عثمان إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بألف دينار حين جهز جيش العسرة فينثرها في حجره قال عبد الرحمن: فرأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقلبها في حجره ويقول ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم مرتين.
[*] قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: