قال معاوية: فما تقول في العبَّاس؟ قال: (رحم الله أَبا الفضل كان ـ والله ـ صِنوَ أَبي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقرَّة عين صفيِّ الله، كهف الأقوام، وسيّد الأعمام، وقد عَلا بصراً بالأمور ونظراً بالعواقب. قد زانَه علمٌ، قد تلاشت الأحساب عند ذكر فضيلته، وتباعدت الأسباب عند فخر عشيرته، ولم لا يكون كذلك وقد ساسه أكرم من دبَّ وهب عبدُ المطلب، أفخر من مشى من قريش وركب)؟ ... فذكر الحديث. قال الهيثمي: رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفهم.
{تنبيه}: لقد حاول المستشرقون -ومن قبلهم الروافض- أن ينشروا كل رواية باطلة تنقص من شأن الصحابة الكرام، وتطعن في تاريخ الأمة المجيد، وتصور تاريخهم بأنه صراع على السلطة والسيادة والنفوذ، ولذلك يجب الحذر من كل رافضي كاذب، ومستشرق حاقد، وعلماني جاهل, وكل من سار على نهجهم. ولا بد من الدفاع المستميت عن تاريخنا الخالد والهجوم الشجاع على مناهج الكذابين والمنحرفين، ويكون هذا الهجوم المبارك بقذائف الحق العلمية المملوءة بالحقائق الساطعة والأدلة القاطعة والبراهين الدامغة.
إن صياغة التاريخ الإسلامي بمنهج أهل السنة والجماعة ضرورة ملحة لأبناء الأمة، وقد بدأت أقلام الباحثين والكتاب تصوغ التاريخ من هذا المنظور وهم لم يبدأوا من فراغ؛ لأن الله حمى دينه وحمى أمة الإسلام فقيض لتاريخ الصحابة من يحقق وقائعه ويصحح أخباره، ويكشف الستر عن الوضاعين والكذابين من ملفقي الأخبار، ويرجع الفضل في ذلك التصحيح إلى الله ثم أهل السنة والجماعة من أئمة الفقهاء والمحدثين الذين حفلت مصادرهم بالكثير من الإشارات والروايات الصحيحة التي تنقض وترد كل ما وضعه الملفِّقون (١).
وهاك نماذج من سيرة أصحاب النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ورضي الله عنهم:
[*] زهد العشرة المبشرين بالجنة وهم:
(١) أبو بكرٍ الصديق رضي الله عنه:
(٢) عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
(٣) عثمان بن عفان رضي الله عنه:
(٤) علي ابن أبي طالب رضي الله عنه:
(٥) طلحة ابن عبيد الله رضي الله عنه:
(٦) الزبير ابن العوام رضي الله عنه:
(٧) عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه:
(٨) سعدُ ابن أبي وقاص رضي الله عنه:
(٩) سعيدُ ابن زيد رضي الله عنه:
(١٠) أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه:
(١) المنهج الإسلامي لكتابة التاريخ، د. محمد محزون، ص ٤.