والثاني: أنّنا مأمورون أن نتحرّى رضا الله و رسوله قال تعالى: (وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ) [التوبة: ٦٢]
مسألة: هل نحن مكلّفون أن نرضي الناس كلهم؟!!
لا، لسنا مكلّفين؛ لسببين:
أحدهما: لأنه غير ممكنٍ.
والثاني: لأننا مكلّفون بإرضاء الله و ليس بإرضاء الناس ..
(أقوال السلف رحمهم الله في الرضا:
[*] قال أبو الدرداء رضي الله عنه: (إن الله إذا قضى قضاءً أحبَّ أن يُرضى به من قِبَل العباد) ..
[*] قال ابن مسعود رضي الله عنه: (إن الله بقسطه و عدله جعل الرَّوح و الفرح في اليقين و الرضا و جعل الهمّ و الحزن في الشكّ) ..
[*] قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: (أصبحتُ و ما لي سرورٌ إلا في مواضع القضاء و القدر).
فينعكس هذا على نفسه انشراحاً و طمأنينةً، و من وصل إلى هذه الدرجة كان عيشه كله في نعيمٍ و سرورٍ قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىَ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنّهُ حَيَاةً طَيّبَةً) [سورة: النحل - الأية: ٩٧]
قال بعض السلف: (الحياة الطيبة هي الرضا و القناعة) ..
[*] قال عبد الواحد بن زيدٍ رحمه الله: (الرضا باب الله الأعظم و جنة الدنيا
و مُستراح العابدين) .. و ربما رضي المبتلى حتى لم يَعُدْ يشعر بالألم ..
عذابه فيك عذبُ ... * * * ... و بُعْدُه نَيْلُ قُرْبِ .. !
[*] وكذلك قال عمر بن الخطاب لأبي موسى رضي الله عنهما: (أما بعد: فإن الخير كله في الرضا، فإن استطعتَ أن ترضى و إلا فاصبر) .. هذا مما تقدّم أن الرضا منزلةٌ أعلى من الصبر ..
[*] وقال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: (إذا تُوُفِّي العبد المؤمن أرسل الله إليه مَلَكين و تحفةً من الجنة، فيقال: اخرجي أيتها النفس المطمئنة إلى رَوْحٍ و ريحانٍ و ربٍّ عنكِ راضٍ) ..
[*] وقال ميمون بن مهران رحمه الله: (من لم يرضَ بالقضاء فليس لحمقه دواءٌ))
[*] ونقل عبد الله بن المبارك رحمه الله عبارة: (يا بنيّ إنما تستدلّ على تقوى الرجل بثلاثة أشياءٍ: لحُسْن توكله على الله فيما نابَه، و لحُسْن رضاه فيما آتاه، و لحُسْن زهده فيما فاته) ..
فمنزلة الرضا هي التي تثمر محبة الله و النجاة من النار و الفوز بالجنة و رضوان الله وحُسْن ظنّ العبد بربه و النفس المطمئنّة و الحياة الطيبة ..
(فصلٌ في منزلة الشكر:
[*] (عناصر الفصل:
(تعريف الشكر:
(أقسام الشكر:
(فضائل الشكر:
(حقيقة الشكر:
(أقسام الخلق في شكر النعمة: