لقد تشرب عثمان - رضي الله عنه - بالمنهج القرآني وتتلمذ على يدي رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وعرف من خلال القرآن الكريم من هو الإله الذي يجب أن يعبده، وكان النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يغرس في نفسه معاني تلك الآيات العظيمة، فقد حرص - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يربي أصحابه على التصور الصحيح عن ربهم وعن حقه عليهم، مدركا أن هذا التصور سيورث التصديق واليقين عندما تصفى النفوس وتستقيم الفطرة، فأصبحت نظرة ذي النورين إلى الله عز وجل، والكون والحياة والجنة والنار، والقضاء والقدر، وحقيقة الإنسان، وصراعه مع الشيطان مستمدة من القرآن الكريم وهدي النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
(١٠) رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شهد لعثمان ابن عفان - رضي الله عنه - أنه يُقتل مظلوما:
(حديث ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما الثابت في صحيح الترمذي) قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِتْنَةً فَقَالَ يُقْتَلُ فِيهَا هَذَا مَظْلُومًا لِعُثْمَانَ.
[*] قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي:
(١١) أشاد النبي بخلافة عثمان ابن عفان - رضي الله عنه - وأمره بالتمسك بها وإن أراد المنافقون أن يُعْزَلَ منها:
(حديث عائشة رضي الله عنها الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: يا عثمان إن ولاك الله هذا الأمر يوما فأرادك المنافقون أن تخلع قميصك الذي قمصك الله فلا تخلعه يقول ذلك ثلاث مرات.
[*] قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: