[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن أبي مسهر، يقول: سأل المأمون مالك بن أنس هل لك دار؟ فقال: لا، فأعطاه ثلاثة آلاف دينار وقال: اشتر لك بها داراً، قال: ثم أراد المأمون الشخوص وقال لمالك: تعال معنا فإني عزمت أن أحمل الناس على الموطأ كما حمل عثمان الناس على القرآن، فقال له: مالك إلى ذلك سبيل، وذلك أن أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ افترقوا بعده في الأمصار فحدثوا، فعند كل أهل مصر علم، ولا سبيل إلى الخروج معك فإن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون. وقال: المدينة تنفي خبثها كما ينفى الكير خبث الحديد، وهذه دنانيركم فإن شئتم فخذوه، وإن شئتم فدعوه.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن مالك بن أنس، يقول: شاورني هارون الرشيد في ثلاث؛ في أن يعلق الموطأ في الكعبة ويحمل الناس على ما فيه، وفى أن ينقض منبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويجعله من جوهر وذهب وفضة، وفى أن يقدم نافع بن أبي نعيم إماماً يصلي في مسجد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقلت: يا أمير المؤمنين؛ أما تعليق الموطأ في الكعبة فإن أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اختلفوا في الفروع وتفرقوا في الآفاق، وكل عند نفسه مصيب، وأما نقض منبر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واتخاذك إياه من جوهر وذهب وفضة فلا أرى أن تحرم الناس أثر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأما تقدمتك نافعاً إماماً يصلي بالناس في مسجد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإن نافعاً إمام في القراءة، ولا يؤمن أن تندر منه نادرة في المحراب فتحفظ عليه، قال وفقك الله يا أبا عبد الله.
(٨) من دُررِ مواعظ مالك ابن أنس:
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن الحارث بن مسكين، وعبد الله ابن يوسف، قالا: سئل مالك بن أنس عن الداء العضال، فقال: الخبث في الدين.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن ابن وهب قال: سئل مالك بن أنس، عن الرجل يدعو يقول: يا سيدي؟ فقال: يعجبني أن يدعو بدعاء الأنبياء؛ ربنا، ربنا.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن الفروي، قال: سمعت مالكاً، يقول: إذا لم يكن للإنسان في نفسه خير لم يكن للناس فيه خير.