أحدها: الزهد والذي أجمع عليه العارفون: أن الزهد سفر القلب من وطن الدنيا وأخذه في منازل الآخرة وعلى هذا صنف المتقدمون كتب الزهد كالزهد لعبد الله ابن المبارك وللإمام أحمد ولوكيع ولهناد بن السري ولغيرهم ومتعلقه ستة أشياء: لا يستحق العبد اسم الزهد حتى يزهد فيها وهي المال والصور والرياسة والناس والنفس وكل ما دون الله «وليس المراد رفضها من الملك» فقد كان سليمان وداود عليهما السلام من أزهد أهل زمانهما ولهما من المال والملك والنساء ما لهما وكان نبينا من أزهد البشر على الإطلاق وله تسع نسوة وكان علي بن أبي طالب وعبد الرحمن بن عوف والزبير وعثمان رضي الله عنهم من الزهاد مع ما كان لهم من الأموال، وكان الحسن بن علي رضي الله عنه من الزهاد مع أنه كان من أكثر الأمة محبة للنساء ونكاحا لهن وأغناهم وكان عبد الله بن المبارك من الأئمة الزهاد مع مال كثير، وكذلك الليث بن سعد من أئمة الزهاد وكان له رأس مال يقول: لولا هو لتمندل بنا هؤلاء، ومن أحسن ما قيل في الزهد كلام الحسن أو غيره:«ليس الزهد في الدنيا بتحريم الحلال ولا إضاعة المال ولكن أن تكون بما في يد الله أوثق منك بما في يدك وأن تكون في ثواب المصيبة إذا أصبت بها أرغب منك فيها لو لم تصبك» فهذا من أجمع كلام في الزهد وأحسنه وقد روي مرفوعا. انتهى.
{تنبيه}: (هذا نبذة يسيرة عن الزهد، ومن أراده مستوفياً في إيجاز غير مُخِل، فليرجع إلى الجزء الأول من الكتاب.
(فصلٌ في منزلة الورع:
[*] (عناصر الفصل:
(تعريف الورع:
(أقسام الورع:
(الفرق بين الورع والزهد:
(فوائد الورع:
(الورع علمٌ يتعلمه الإنسان ويكتسب:
(علامة الورع:
(صورٌ مشرقة من ورع النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
(صورٌ مشرقة من ورع أصحاب النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
(صور مشرقة من ورع التابعين رحمهم الله:
(أقوال السلف في الورع:
ودونك تفصيل ذلك في إيجازٍ غير مُخِّل:
(تعريف الورع:
الورع لغة: ورِع، يرِعُ، مأخوذ من مادة وَرَعَ التي تدل على الكفّ والانقباض، والورع في اللغة العفة وهي الكفّ عن ما لا ينبغي ويقال توّرع أي تحرّجَ، والورع التقوى.
الورع شرعاً: ترك ما يريبك ونفي ما يعيبك والأخذ بالأوثق وحمل النفس على الأحوط، والورع اجتناب الشبهات ومراقبة الخطرات،