(٣) اليأس أعظم عوائق الصبر، ولذلك حذر يعقوب أولاده منه قال تعالى: (يَبَنِيّ اذْهَبُواْ فَتَحَسّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رّوْحِ اللّهِ إِنّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رّوْحِ اللّهِ إِلاّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) [يوسف: ٨٧] إذاً إضاءة شمعة الأمل دواء اليأس والاستعانة بالله هي الأمل، لأن الله لا يخيب ولا يضيع من رجاه ويأتي الفرج ولو بعد حين ..
كما أن اليأس من روح الله من الكبائر بنص الكتاب والسنة الصحيحة كما يلي:
(حديث ابن عباس رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: الكبائر: الشرك بالله و الإياس من روح الله و القنوط من رحمة الله.
[*] قال الإمام المناوي رحمه الله تعالى في فيض القدير:
(الكبائر) جمع كبيرة قال أبو البقاء: وهي من الصفات الغالبة التي لا يكاد يذكر الموصوف معها
(الشرك باللّه) أي أن تجعل للّه نداً وتعبد معه غيره من حجر أو شجر أو شمس أو قمر أو نبي أو شيخ أو جني أو نجم أو غير ذلك قال اللّه تعالى {إن اللّه لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} وقال {إنه من يشرك باللّه فقد حرم اللّه عليه الجنة ومأواه النار} فمن أشرك به ومات مشركاً فهو من أصحاب النار قلت: كما أن من آمن به ومات مؤمناً فمن أهل الجنة وإن عذب
(والإياس من روح اللّه) بفتح الراء (والقنوط من رحمة اللّه) قال القاضي: ليس لقائل أن يقول كيف عد الكبائر هنا ثلاثاً أو أربعاً وفي حديث آخر سبعاً لأنه لم يتعرض للحصر في شيء من ذلك ولم يعرب به كلامه أما في هذا الحديث فظاهر وأما في رواية السبع فلأن الحكم مطلق والمطلق لا يفيد الحصر فإن قلت بل الحكم فيه كلي إذ اللام في الكبائر للاستغراق قلت لو كانت للاستغراق لا للجنس كان المعنى كل واحدة من هذه الخصال وهو فاسد أما في رواية اجتنبوا السبع الموبقات فإنه لا يستدعي عدم اجتناب غيرها ولا أن غيرها غير موبق لا بلفظه ولا بمعناه ومفهوم اللقب ضعيف مزيف.
(فصلٌ في منزلة الرضا:
[*] (عناصر الفصل:
(تعريف الرضا:
(حكم الرضا:
(الرضا له أصلٌ و مراتبٌ أعلى من الأصل:
(لا يُشْرَع الرضا بالمنهيّات:
(إمكان تحصيل الرضا واكتسابه:
(الفرق بين الرضا والصبر:
(مقامات الرضا:
(درجات الرضا:
(الفرق بين الرضا بالله والرضا عن الله:
(ثمرات الرضا:
(الرضا لا يتعارض مع الدعاء:
(الرضا لا يتنافى مع البكاء على الميّت:
(أقوال السلف رحمهم الله في الرضا: