للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم في الحلية عن علي بن زيد، قال: رآني سعيد بن المسيب وعلي جبة خز، فقال: إنك لجيد الجبة، قلت: وما تغني عني وقد أفسدها علي سالم، فقال سعيد: أصلح قلبك والبس ما شئت.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن محمد بن هلال، عن سعيد بن المسيب أنه قال: ما تجارة أعجب إلي من البَزِّ، ما لم يقع فيه أيمان.

[(٢٣) سعيد بن المسيب لا تأخذه في الحق لومه لائم:]

كان سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى رجلا وقورا له هيبة عند مجالسيه فكان يغلب عليه الجد، ولو نظرت إليه لَخُيِّلَ إليك أنك أمام رجل ممسك بموازين الحق والعدل بين يديه، قد تكفل بحراستها والقيام عليها، مدرك لمدى مسئولية الأمانة التي تحملها، فلا يجامل، ولا يغمض عينيه عن شيء لا يراه صحيحا، فيعلن إنكاره له، غير مبال بما يجره عليه ذلك من أذى، ومن أجل ذلك كانت علاقته بالولاة والحكام علاقة يشوبها التوتر والتربص، لأنه رحمه الله تعالى كان لا تأخذه في الحق لومه لائم، إن وقوف سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى عند الحق وثباته عليه مهما كانت الظروف، أمر مشهور وذائع مما زان تاريخ العلماء العاملين الذين لا يخافون في الله لومة لائم، ويؤدون حق الله والأمة، فيما أوتوا من العلم وأمانة الأسوة.

وقد تجلت هذه القاعدة في حياة سيد التابعين في أكثر من موقف ونطق بها لسان حاله في كل لحظة من لحظات أيام عمره المباركة فكان الواثق بالله الذي لا يحابى في الحق أحدا ولا يرده ما يتخمض عن ذلك المنهج من تبعات فهانت عليه نفسه في الله كما قال عمران بن عبد الله: أرى نفس سعيد بن المسيب كانت أهون عليه في ذات الله من نفس ذباب.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن عمران بن عبد الله بن طلحة الخزاعي، قال: أن نفس سعيد بن المسيب كانت أهون عليه في ذات الله من نفس ذباب.

ودونك ما تيسر منها ما يلي:

موقف تزويج ابنته من عبد الله بن أبى وداعة:

<<  <  ج: ص:  >  >>