ولا يظن ظان أن الكلام في الرقائق يعني الدروشة وترك العلم، هذا غير صحيح أبدا، هذا بمعزلٍ عن الصواب وبمنأى عن جادة الطريق، فالرقائق باب من أبواب العلم، والعالم لابد أن يكون قدوة في خشيته لله وهديه وسمته ولو لم يكن فيه ذلك لما قام بواجب العلم، والعلم يؤدي إلى رقة القلب وخشية الله قال تعالى: (إِنّمَا يَخْشَى اللّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) [فاطر: ٢٨] إن العلم إذا كان مبنيا على نهج الكتاب والسنة فإنه وسيلة لترقيق القلب، وليس صحيحاً أن الرقائق لا يعتني بها إلا المبتدئون أو الدراويش، بل أولى من يعتني بها العلماء وطلبة العلم والدعاة، فإن القلب إذا رق ولان لخالقه وتوجه إلى ربه بصفاء روح وجد لذة تتضاءل بجانبها اللذات الدنيوية
[*] قال محمد بن أحمد المعروف بابن رزقويه:
والله ما أحب الحياة في الدنيا لكسب ولا تجارة ولكن لذكر الله ولقراءتي عليكم الحديث.
[باب ما الأشياء التي يمكن أن نطلق عليها رقائق؟]
الأشياء التي يمكن أن نطلق عليها رقائق هي الأشياء التي تسبب رقة القلب وهي موضوع كتاب الرقائق، وهي كما يلي جملةً وتفصيلا:
(أولاً ذكر أبواب الرقائق جملةً:
باب هتك الحُجُبُ التي تحول بين العبد وربه:
باب شرطي قبول العمل:
باب حقيقة الموت:
باب كل نفس ذائقة الموت:
باب ذِكْرُ الموت:
باب كيف نستعد للموت؟
باب استحضار حسن الخاتمة وسوء الخاتمة:
باب ساعة الاحتضار:
باب وجوب الصبر والاسترجاع لأهل الميت:
باب ما ورد في البكاء على الميت:
باب غسل الميت وتكفينه والصلاة عليه ودفنه:
باب أهوال القبور وأحوال أهلها إلى النشور:
باب القيامة الكبرى وما يجري فيها:
باب الترغيب في الجنة:
باب التخويف من النار:
باب معرفة حقيقة الدنيا:
باب حال المؤمن في الدنيا:
باب ذم طول الأمل:
باب مجالسة الصالحين:
باب المواظبة على قراءة القرآن الكريم:
باب اغتنام كنوز الحسنات:
باب تزكية النفوس:
(ثانياً: ذكر أبواب الرقائق تفصيلا:
باب هتك الحُجُبُ التي تحول بين العبد وربه:
إن من أعظم ما يُرَقِّق القلب قيام العبد بهتك الحُجُبُ التي تحول بين العبد وربه فيزيل عن قلبه الكَدَر وعن بصره الغَبَش فيصير قلبه صافياً رقيقاً، ويكون ذا بصيرةٍ نافذه، فيقبل على ربه بعقله وفِكْرِه وقلبه وَقَالِبِه مما يُرْجَى له التوفيق والسداد.
مسألة: ماهي الحُجُبُ التي تحول بين العبد وربه؟
الحُجُبُ التي تحول بين العبد وربه هي عشرة كما يلي: (