- ولهذا كان حفظ الوقت أصل كل خير، وضياعه منشأ كل شر، بل إن ضياع الوقت داء عضال، ومرضٌ قَتَّال، تذوب معه الأرواح، ولا يقع معه الارتياح، بل هو بحر من ركبه غرق؛ فإنه لا ساحل له، ولا نجاة منه،، متناهٍ في القبح والبشاعة، غاية في الخسة والشناعة، لأنه يُضَيِّع العمر سدى ويجعله هباءاً منثورا وهو أمرٌ لا يمكن تداركه ولا استئنافه، فإذا ضاع العمر فلا يرجع ولا يعود فيندم الإنسان ولات ساعة ندم، لا تجدي الحسرات ولا تنفع الأهات، وإن من توفيق الله تعالى للعبد أن يستعمله في طاعته وأن يبارك له في وقته ويُلهمه حُسن استثماره في طاعته فتكون دنياه مزرعةً لآخرته، فإذا زرع الطاعة حصد رضوان الله تعالى وجنته بفضل الله تعالى، ومن زرع الشوك لا يجني عنبا، والحقيقة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنه لولا أن الله تبارك وتعالى يبارك في أعمار المؤمنين لما استطاع دعاة الهدى وأئمة التقى وعلماء الصلاح والإصلاح أن يفعلوا شيئاً، ماذا نفعل لو أردت أنا وإياكم أن ننسخ كتب شَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية باليد؟ قد تنتهي الأربعين سنة ولم نكتبها أو شبه ذلك ـ سبحان الله ـ فكيف يكون الحال إذا كان هو يفكر ويجمع العلم، ثم متى يكتب، ومتى يفتي؟! وأين عبادته وقد كان من أعبد الناس؟!
• وهاك بعض الأدلة على أهمية حفظ الوقت:
(١) لقد دلت النصوص الشرعية على أهمية حفظ الوقت, ومن ذلك ما يلي: