وعلى هذا فقوله ممددة صفة للعمد يعني أن العمد التي أوثقت بها الأبواب ممدة مطولة والمدود الطويل أرسخ وأثبت من القصير.
[*] • أورد ابن رجب رحمه الله تعالى في كتابه التخويف من النار عن قتادة: مؤصدة أي مطبقة أطبقها الله عليهم فلا ضوء فيها ولا فرج ولا خروج منها آخر الأبد.
وقد قال سفيان وغيره في قوله تعالى (لاَ يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأكْبَرُ) [الأنبياء ١٠٣] قالوا هو طبق النار على أهلها]
• أبواب جهنم مغلقة قبل دخول أهلها إليها:
أبواب جهنم مغلقة قبل دخول أهلها إليها كما دل عليه ظاهر قوله تعالى: (وَسِيقَ الّذِينَ كَفَرُوَاْ إِلَىَ جَهَنّمَ زُمَراً حَتّىَ إِذَا جَآءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا) [الزمر: ٧١]
وقد روي أن أبوابها تفتح كل يوم نصف النهار، رأى خباب بن الأرت رجلا يصلي نصف النهار فنهاه وقال إنها ساعة تفتح فيها أبواب جهنم فلا تصل فيها.
• إحاطة سرادق جهنم بالكافرين:
قال تعالى: (إِنّا أَعْتَدْنَا لِلظّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا) [الكهف: ٢٩]
[*] • قال الزجاج: السرادق كل ما أحاط بشيء نحو الشقة في المضرب والحائط المشتمل على الشيء.
[*] • وقال ابن قتيبة: السرادقات الحرة التي تكون حول الفسطاط قيل هو الدهليز معرب وأصله بالفارسية سرادار وقال ابن عباس هو سرادق من نار.
وإحاطة السرادق بهم قريب من المعنى المذكور في غلق الأبواب، وهو شبه قول من قال إنه حائط لا باب له ولما كان إحاطة السرادق بهم موجب لهمهم وغمهم وكربهم وعطشهم لشدة وهج النار عليهم قال الله تعالى قال تعالى: (وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوجُوهَ بِئْسَ الشّرَابُ وَسَآءَتْ مُرْتَفَقاً) [الكهف: ٢٩]
و قال تعالى: (وَلَهُمْ مّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ * كُلّمَآ أَرَادُوَاْ أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا مِنْ غَمّ أُعِيدُواْ فِيهَا وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ) [الحج ٢١، ٢٢]
• ظلمة جهنم وسوادها وشررها:
عن ابن مسعود،: {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} (٣٢) سورة المرسلات: أما إني لست أقول كالشجر، ولكن كالحصون والمدائن " (١)
(١) - البعث والنشور للبيهقي (٥٠٦) حسن