أما هناك رياضة خاصة الخاصة، هؤلاء المتفوقون، مرتبتهم مرتبة الامتياز، قال: هذه المرتبة «لا يرى إلا الله، لا يرى عمله»، حتى لو أن الله عز وجل أجرى على يده خيرا كبيرا لا يرى عمله، قال: ألم تكونوا ضلالاً فهداكم الله بي، ما قال: فهديتكم، هداكم الله بي، حتى الإنسان في المرتبة العالية لا يرى عمله، يرى فضل الله عليه، حتى لو كنت مستقيماً، لو أنك في زمن الفتنة تجاهد نفسك و هواك، لولا أن الله عزوجل أعانك على الاستقامة لما كنت مستقيما، و الدليل سيدنا يوسف، حينما قال:
قال تعالى: (قَالَ رَبّ السّجْنُ أَحَبّ إِلَيّ مِمّا يَدْعُونَنِيَ إِلَيْهِ وَإِلاّ تَصْرِفْ عَنّي كَيْدَهُنّ أَصْبُ إِلَيْهِنّ وَأَكُن مّنَ الْجَاهِلِينَ) [يوسف: ٣٣]
أي عفّتي بمعونتك يا رب، عفتي و استقامتي و ورعي بدعم منك، من أنا لولا دعمك لي هذا مستوى عال جدا، حتى بالتفوق، حتى بالإيجابيات، حتى بالإنجازات لا ترى إلا فضل الله عليك.
(قال أحد العلماء:
مرة كنت في جلسة، وهناك إنسان فيه روح من الدعابة اللطيفة أضحك من في المجلس مرتين أو ثلاثا، قلت لهم: اشكروا الله على هذا الضحك، قالوا: ولِم؟ قلت لهم: لأن الذي أضحككم قادر على أن يبكيكم، أضحككم، لأنه يوجد ما يسيئكم من مرض أو هم و غم، فإذا ضحك الإنسان معنى ذلك أن الله سمح له أن يضحك، فكلما تفوقت عند الله عزوجل ترى فضل الله عليك.
إذا كنت في كل حال معي ... فعن حمل زادي أنا في غنى
فأنتم هو الحق لا غيركم ... يا ليت شعري أنا من أنا
تتلاشى ذاتك أمام عظمة الله، عبّر عنها علماء القلوب بالفناء، أنت ليس لك وجود، النبي الكريم حدّثنا عن أعماله العظيمة، قال: هذه جهد مقل، فكلما كبرت عند الله، رأيت فضله و لم تر عملك، وكلما صغرت عند الله رأيت فضلك و عملك و لم تر فضل الله عليك.
(فصلٌ في منزلة المحبة والخوف والرجاء:
[*] (عناصر الفصل:
(العلاقة بين المحبة والخوف والرجاء:
(أولاً: محبة الله عز وجلّ:
(منزلة المحبة:
(تعريف المحبة:
[*] (علامات محبة الله تعالى للعبد:
[*] (علامات العبد الدالة على محبته لله تعالى:
[*] (ما هي الأسباب الجالبة لمحبة الله تعالى؟
[*] (أحوال يحب الله تعالى أهلها:
[*] (مسائل هامة في المحبة:
[*] (لوازم محبة الله تعالى:
[*] (الآثار الواردة في محبة الله تعالى:
(ثانياً الخوف والرجاء:
(أهمية الخوف والرجاء:
(متى يُعَدُ الخوف أفضل من الرجاء:
(تعريف الخوف:
(الخشية أخص من الخوف: