(حديث عمار ابن ياسر في صحيح النسائي) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يدعو بهذا الدعاء اللهم بعلمك الغيب و قدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي و توفني إذا علمت الوفاة خيرا لي، اللهم و أسألك خشيتك في الغيب و الشهادة و أسألك كلمة الحق في الرضا و الغضب و أسألك القصد في الفقر و الغنى و أسألك نعيما لا ينفد و قرة عين لا تنقطع و أسألك الرضا بالقضاء و أسألك برد العيش بعد الموت وأسألك لذة النظر إلى وجهك و الشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة و لا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين.
الشاهد: قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «وأسألك لذة النظر إلى وجهك» والنبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أعلم الناس بما يجيزه الشرع واحرص الناس على الخير، فهو لا يدعو إلا بما هو جائز وحاصلٌ لا محالة.
فلو كان لا يكلم عباده المؤمنين لكانوا في ذلك هم وأعداؤه سواء و لم يكن في تخصيص أعدائه بأنه لا يكلمهم فائدة أصلا إذ تكليمه لعباده عند الفرعونية و المعطلة مثل أن يقال يؤاكلهم و يشاربهم و نحو ذلك تعالى الله عما يقولون.
وقد أخبر الله سبحانه أنه يُسَلِّم على أهل الجنة وأن ذلك السلام حقيقة، قال تعالى:{تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ}[الأحزاب: ٤٤]
[*] قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره:
وقوله:{تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ} الظاهر أن المراد ـ والله أعلم ـ {تَحِيَّتُهُمْ} أي: من الله تعالى يوم يلقونه {سَلامٌ} أي: يوم يسلم عليهم كما قال تعالى: {سَلامٌ قَوْلا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ}[يس:٥٨].