للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(حديث ابن عباس رضي الله عنهما الثابت في صحيح الترغيب والترهيب موقوفاً) قال: نخل الجنة جذوعها من زمرد خضر وكربها ذهب أحمر وسعفها كسوة لأهل الجنة منها مقطعاتهم وحللهم وثمرها أمثال القلال والدلاء أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وألين من الزبد ليس فيها عجم.

(حديث عتبة ابن عبد السلمى رضي الله عنه الثابت في السلسلة الصحيحة) قال:» كنت جالساً مع رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فجاء أعرابى فقال: يا رسول الله أسمعك تذكر فى الجنة شجرة لا أعلم شجرة أكثر شوكاً منها ـ يعني الطلح ـ , فقال رسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إن الله جعل مكان كل شوكة منها ثمرة (يعني من شجرة الطلح في الجنة) مثل خصية التيس الملبود ـ يعني المخصي ـ , فيها سبعون لوناً من الطعام لا يشبه لون آخر».

وعن مسروق، قال: نخل الجنة نَضيدٌ من أصْلها إلى فرعها، وثمرها أمثالُ القِلال، كلما نُزعت ثمرة عادتْ مكانها أخرى، وماؤها يَجري في غير أخدود (١) ... .

{تنبيه}: (واعلم أن صفة طعام أهل الجنة الدوام وعدم النقصان , قال تعالى: {مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ} [الرعد: ٣٥]

[شراب أهل الجنة:]

قال تعالى: (إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً* عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً) {الإنسان:٥ - ٦}.

إِنَّ الكرَامَ البَرَرَةَ الذِينَ أَطَاعُوا اللهَ، يَشْرَبُونَ مِنْ خَمْرٍ كَانَ مَا يُمْزَجُ بِهَا مَاءَ الكَافُورِ.

وَهَذَا المِزَاجُ مِنْ عَيْنٍ يَشْرَبُ بِهَ عِبَادُ اللهِ المُتَّقُونَ، وَهُمْ فِي الجَنَّاتِ يَتَصَرَّفُونَ فِيهَا كَيْفَ شَاؤُوا، وَيُجْرُونَها حَيْثُ أَرَادُوا مِنْ دُورِهِمْ وَمَنَازِلِهِمْ وَمَجَالِسِهِمْ.

وقال مقاتل: ليس هو كافور الدنيا, وإنما سمَّى الله ما عنده بما عندكم حتى تهتدي له القلوب.

وقوله (يفجرونها تفجيرا) أي: يشقونها شقاً كما يفجر الرجل النهر هاهنا وهاهنا إلى حيث يريد, وقال مجاهد: يقودونها حيث شاءوا, وتتبعهم حيثما مالوا مالت معهم (٢).


(١) - تفسير الطبري - (ج ١ / ص ٣٨٤) (٥٠٩) صحيح
(٢) - تفسير القرطبي (١٩/ ٩٦)

<<  <  ج: ص:  >  >>