[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن المزني أو الربيع كنا يوما عند الشافعي إذ جاء شيخ عليه ثياب صوف وفي يده عكازة فقام الشافعي وسوى عليه ثيابه وسلم الشيخ وجلس وأخذ الشافعي ينظر إلى الشيخ هيبة له إذ قال الشيخ أسأل قال سل قال ما الحجة في دين الله قال كتاب الله قال وماذا قال سنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال وماذا قال اتفاق الأمة قال من أين قلت اتفاق الأمة فتدبر الشافعي ساعة فقال الشيخ: قد أجلتك ثلاثا فإن جئت بحجة من كتاب الله وإلا تب إلى الله تعالى فتغير لون الشافعي ثم إنه ذهب فلم يخرج إلى اليوم الثالث بين الظهر والعصر وقد انتفخ وجهه ويداه ورجلاه وهو مسقام فجلس فلم يكن بأسرع من أن جاء الشيخ فسلم وجلس فقال حاجتي فقال الشافعي نعم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تعالى (وَمَن يُشَاقِقِ الرّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيّنَ لَهُ الْهُدَىَ وَيَتّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلّهِ مَا تَوَلّىَ وَنُصْلِهِ جَهَنّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً)[النساء: ١١٥] قال فلا يصليه على خلاف المؤمنين إلا وهو فرض فقال صدقت وقام فذهب فقال الشافعي قرأت القرآن في كل يوم وليلة ثلاث مرات حتى وقفت عليه.
[وفاة الشافعي رحمه الله تعالى:]
تُوفّي الشافعي رحمه الله بمصر سنة أربع ومائتين وهو ابن أربع وخمسين سنة.
[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن المزني قال دخلت على الشافعي في مرضه الذي مات فيه فقلت يا أبا عبد الله كيف أصبحت فرفع رأسه وقال أصبحت من الدنيا راحلا ولإخواني مفارقا ولسوء عملي ملاقيا وعلى الله واردا ما أدري روحي تصير إلى جنة فأهنيها أو إلى نار فأعزيها ثم بكى وأنشأ يقول * ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي * جعلت رجائي دون عفوك سلما * * تعاظمني ذنبي فلما قرنته * بعفوك ربي كان عفوك أعظما * * فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل * تجود وتعفو منه وتكرما * * فإن تنتقم مني فلست بآيس * ولو دخلت نفسي بجرمي جهنما * * ولولاك لم يغوي بإبليس عابد * فكيف وقد أغوى صفيك آدما * * وإني لآتي الذنب أعرف قدره * وأعلم أن الله يعفو ترحما *