للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(حديث أم حبيبة الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة.

(حديث عائشة الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: من ثابر على اثنتي عشرة ركعة من السنة بنى الله له بيتا في الجنة أربع ركعات قبل الظهر و ركعتين بعده و ركعتين بعد المغرب و ركعتين بعد العشاء و ركعتين قبل الفجر.

(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: قال الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قبضتُ صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة.

[خيام الجنة:]

والجنة مساكن تتلألأ .. فكما أن غرفها كالكواكب الغائرة, فكذلك خيامها لآلئ مجوفة، كما في الحديث الآتي:

(حديث أبي موسى رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلا للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا.

(أخي الحبيب: تأمل بعين البصيرة وانظر كيف سيكون إعجابك بها حين تدخلها .. وكيف تكون نشوتك وسعادتك وأنت ساكنها وحولك الحور العين تستأنس بهن وتسمع غناءهن ولحنهن الأخاذ .. وتنبه ـ أخي الحبيب ـ إلى أن ثمن دخولك هو الإيمان الذي يستلزم الانقياد لله سبحانه بفعل الخيرات وترك المنكرات والعبودية لله وحده, واعلم ـ أخي الحبيب ـ أن المؤمن لما زهد في الدنيا بقلبه, ولم يزين له حب الشهوات من ذهب وفضة, أثابه الله على ذلك الورع و الزهد بأن أسكنه جنته.

[قصور الجنة:]

أما قصور الجنة فهي من ذهب ولؤلؤ وزبرجد وفضة .. فلا يعلم حسنها وبهاءها إلا الذي خلقها وبناها سبحانه وتعالى.

(حديث جابر رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: دخلت الجنة، فإذا أنا بقصر من ذهب، فقلت: لمن هذا؟ فقالوا: لرجل من قريش، فما منعني أن أدخله يا ابن الخطاب، إلا ما أعلم من غيرتك). قال: وعليك أغار يا رسول الله؟

(أخي الحبيب: بادر بالطاعات قبل فوات الأوان .. واطمع فيما عند الله من جنات ونعيم .. فإنما الدنيا لحظات وثواني .. وإنما أنت عابر سبيل.

(معرفة أهل الجنة لمنازلهم ومساكنهم إذا دخلوا الجنة:

[*] (قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه حادي الأرواح:

<<  <  ج: ص:  >  >>