[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن شرحبيل الخولاني، قال: بينا الأسود بن قيس ابن ذي الحمار العنسي باليمن فأرسل إلى أبي مسلم، فقال له: أتشهد أن محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رسول الله؟ قال: نعم، قال: فتشهد أني رسول الله؟ قال: ما أسمع، قال: فأمر بنار عظيمة فأججت وطرح فيها أبو مسلم فلم تضره، فقال له أهل مملكته: إن تركت هذا في بلدك أفسدها عليك، فأمره بالرحيل فقدم المدينة وقد قبض رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واستخلف أبو بكر، فعقل على باب المسجد وقام إلى سارية من سواري المسجد يصلي إليها، فبصره به عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فأتاه فقال: من أين الرجل؟ قال: من اليمن، قال: فما فعل عدو الله بصاحبنا الذي حرقه بالنار فلم تضره، قال: ذاك عبد الله بن ثوب، قال: نشدتك بالله أنت هو؟ قال: اللهم نعم، قال: فقبل ما بين عينيه ثم جاء به حتى أجلسه بينه وبين أبي بكر، وقال: الحمد لله الذي يمتني من الدنيا حتى أراني في أمة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من فعل به كما فعل بإبراهيم خليل الرحمن عليه السلام، قال الحوطي: قال إسماعيل: فأنا أدركت قوماً من المدادين الذين مدوا من اليمن يقولون لقوم عن عنس: صاحبكم الذي حرق صاحبنا بالنار فلم تضره.
[*] وأورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن شرحبيل بن مسلم قال أتى أبو مسلم الخولاني المدينة وقد قبض النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَواستخلف أبو بكر فحدثنا شرحبيل أن الأسود تنبأ باليمن فبعث إلى أبي مسلم فأتاه بنار عظيمة ثم إنه ألقى أبا مسلم فيها فلم تضره فقيل للأسود إن لم تنف هذا عنك افسد عليك من اتبعك فأمره بالرحيل فقدم المدينة فاناخ راحلته ودخل المسجد يصلي فبصر به عمر رضي الله عنه فقام إليه فقال ممن الرجل قال من اليمن قال ما فعل الذي حرقه الكذاب بالنار قال ذاك عبد الله بن ثوب قال نشدتك بالله أنت هو قال اللهم نعم فاعتنقه عمر وبكى ثم ذهب به حتى أجلسه فيما بينه وبين الصديق فقال الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني في امة محمد من صنع به كما صنع بإبراهيم الخليل.
[(٦) أبو مسلم الخولاني مستجاب الدعوة:]
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن بلال بن كعب العكي، قال: كان الظبي يمر بأبي مسلم الخولاني فيقول له الصبيان: ادع الله يحبسه علينا نأخذه بأيدينا، فكان يدعو الله عز وجل فيحبسه حتى يأخذوه بأيديهم.