• روى ابن أبي الدنيا بإسناده عن الفضل الرقاشي أنه كان يقول في كلامه إذا ذكر أهل القبور: يا لها من وجوه حيل بينها وبين السجود لله عز وجل لو يجدون إلى العمل مخلصاً بعد المعرفة بحسن الثواب لكانوا إلى ذلك سراعاً. ثم يبكي ويقول: يا إخوتاه فأنتم اليوم قد خلي بينكم وبين ما عليه ترجون إليه فكاك رقابكم ألا فبادروا الموت وانقطع أعمالكم فإن أحدكم لا يدري متى يحترمه ليلاً أو نهاراً.
• روى ابن أبي الدنيا بإسناده عن صفوان بن سليم أنه كان في جنازة في نفر من العباد فلما صلي عليها قال صفوان: أما هذا قد انقطعت عنه أعماله واحتاج إلى دعاء من خلف بعده فأبكى القوم جميعاً وقال أبو وهب محمد بن مزاحم قال: قام رجل إلى ابن المبارك في جنازة فسأله عن شيء فقال له: يا هذا سبِّح فإن صاحب السرير منع من التسبيح.
• روى ابن أبي الدنيا بإسناده عن زيد بن نعامة قال: هلكت جارية في الطاعون فلقيها أبوها بعد موتها في المنام فقال لها: يا بنية أخبريني عن الآخرة فقالت يا أبت قدمنا على أمر عظيم نعلم ولا نعمل وتعملون ولا تعلمون والله لتسبيحة أو تسبيحتان أو ركعة أو ركعتان في عمل أحب إلي من الدنيا وما فيها.
[*] • قال الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى في كتابه أهوال القبور:
كان عمرو بن عيينة يخرج بالليل إلى المقابر ويقول: يا أهل القبور طويت الصحف ورفعت الأعمال ثم يصلي حتى يصبح ثم يرجع إلى أهله، ورؤي بعض الموتى في المنام فقال: ما عندكم أكثر من الغفلة وما عندنا أكثر من الحسرة.
• وقت السالك جِدٌ كُلُه:
[*] • قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه اللطائف:
وقت السالك جدٌ كله لعلمه بشرف الزمان والنهار مطالب بحق الملك والليل يقتضي دين الحب فلا وجه للراحة.
لما عاينت أبصار البصائر " يوسف " العواقب قطعت أيدي الهوى بسكين الشوق، فولوج الجمل في سم الخياط أسهل من دخول اللوم في تلك الأسماع، فإذا حان حين الحين فرح سائر الليل بقطع المنزل وصاحت ألسنة الجد بالعاذلين (فَذَلِكُنّ الَّذي لُمتُنَني فيه).