(حديث عائشة رضي الله عنها الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: ما أغبط أحداً بهون الموت, بعد الذي رأيت من شدة موت رسول الله.
(حديث أنس رضي الله عنه الثابت في صحيح ابن ماجه) قال: لما وجد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من كرب الموت ما وجد قالت فاطمة وا كرب أبتاه فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا كرب على أبيك بعد اليوم إنه قد حضر من أبيك ما ليس بتارك منه أحدا الموافاة يوم القيامة.
{تنبيه}: وتشديد الله تعالى على أنبيائه عند الموت رفعة في أحوالهم، وكمال لدرجاتهم، ولا يفهم من هذا أن الله تعالى شدد عليهم أكثر مما شدد على العصاة والمخلطين، فإن تشديده على هؤلاء عقوبة لهم ومؤاخذة على إجرامهم، فلا نسبة بينه وبين هذا.
[*] قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
يا كعب حدثنا عن الموت فقال نعم يا أمير المؤمنين. هو كغصن كثير الشوك أدخل في جوف رجل فأخذت كل شوكة بعرق ثم جذبه رجل شديد الجذب فأخذ ما أخذ وأبقى ما أبقى.
ويروى أن إبراهيم عليه السلام لما مات:
قال اللّه عز وجل له: كيف وجدت الموت؟
قال: كسفود جعل في صوف رطب ثم جذب.
فقال الله تعالى له: أما إنا قد هونا عليك.
وعن موسى صلوات اللّه عليه:
أنه لما صارت روحه إلى اللّه عز وجل قال له:
يا موسى كيف وجدت الموت قال: وجدت نفسي كشاة حية بيد القصاب تسلخ.
[*] وكان عمرو بن العاص رضي اللّه عنه يقول:
لوددت لو أني رأيت رجلاً لبيباً حازماً قد نزل به الموت فيخبرني عن الموت فلما أنزل به الموت قيل له يا أبا عبد اللّه كنت تقول أيام حياتك لوددت أني رأيت رجلاً لبيباً حازماً قد نزل به الموت يخبرني عن الموت وأنت ذلك الرجل اللبيب الحازم وقد نزل بك الموت فأخبرنا عنه.
فقال: أجد كأن السماوات انطبقن على الأرض وأنا بينهما وكأن نفسي تخرج على ثقب إبرة.
رُسُلُ ملك الموت:
ورد في بعض الأخبار أن نبيا من الأنبياء عليهم السلام قال لملك الموت: أما لك رسول تقدمه بين يديك، ليكون الناس على حذر منك؟ قال: نعم، لي والله رسل كثيرة: من الإعلال، والأمراض، والشيب، والهموم، وتغير السمع والبصر.
(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: أعذر الله إلى امرئ أخَّر أجله حتى بلَّغه ستين سنة).