الصراط وهو الجسر المنصوب على متن جهنم بين الجنة والنار، وهو أدق من الشعر وأحد من السيف، عليه كلابيب تخطف الناس بأعمالهم، يمرون عليه على قدر أعمالهم، فمنهم من يمر كلمح البصر، ومنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كالفرس الجواد، ومنهم من يمر كركائب الإبل ومنهم من يعدو عدوا ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يزحف زحفا، ومنهم من يخطف فيلقي في النار فيعذب بقدر عمله.
مسالة: من الذي يمر على الصراط؟
الذي يمر على الصراط هم المؤمنون فقط، أما الكفار فإنهم يسحبون إلى جهنم.
قال تعالى:(وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَىَ جَهَنّمَ وِرْداً)[سورة: مريم - الآية: ٨٦]
و قال تعالى:(يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النّارِ عَلَىَ وُجُوهِهِمْ ذُوقُواْ مَسّ سَقَرَ)[سورة: القمر - الآية: ٤٨]
مسألة: من جاز الصراط هل يجد الجنة مفتوحةً فيدخلها مباشرة؟
من جاز الصراط لم يجد الجنة مفتوحةً فيدخلها مباشرة بل يجدها مغلقة فيقف على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض قصاصا تزول به الأحقاد والبغضاء والغل حتى إذا ما دخلوا الجنة بعد شفاعة النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حق عليهم أن يصفهم الله تعالى بقوله تعالى:(وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مّنْ غِلّ إِخْوَاناً عَلَىَ سُرُرٍ مّتَقَابِلِينَ)[سورة: الحجر - الآية: ٤٧] ... .
(حديث أبي سعيد الخدري في صحيح البخاري) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار فيقصُ لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هُذِّبوا ونقوا أُذن لهم في دخول الجنة فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا.
[الإيمان بالجنة والنار:]
مسألة: اذكر الدليل على وجوب الإيمان بالجنة والنار؟