للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما آن لنا أن نتخيل الآتي بناءً على ما سبق: الكرة الأرضية التي هي الدنيا التي نعيش فيها, الشمس أكبر منها مليون وثلاثمائة ألف مرة, فأصبحت الدنيا صغيرة جداً بالنسبة للشمس تبعد عن الأرض بمائة وخمسين ألف مليون كيلو متر, ثم إن الشمس يوجد مثلها وأكبر منها فى مجرة دَرْب التبانة عدد مائة مليار نجم, وأن هذا العدد يتوزع فى فراغ ما بين كل نجم وآخر أربع سنوات ضوئية, السنة الضوئية مسافة ٩.٤٦ بليون كيلو متر, ثم تخيّل معى قطر مجرة درب التبانة مائة ألف سنة ضوئية, وأن سمكها يبلغ ألفين سنة ضوئية, فكم تكون المساحة التى تشغلها مجرة درب التبانة؟! ثم اسرح بخيالك معى إلى تخيّل الكون الذى علمه البشر أن فيه مائة بليون مجرة, ما بين كل مجرة وأخرى خمسة ملايين سنة ضوئية. وهل بذلك بلغوا السماء الدنيا أوهذا هو السماوات السبع؟ افترض أن ذلك هو السماوات والأرضين السبع, فأين الكرة الأرضية التى هى الدنيا؟؟؟

ثم افترض أن الكون المعلوم لنا هو السماوات السبع والأرضين السبع, وتخيّل الكرسي الذي وسع السماوات والأرض, وأنه بناء على الحديث النبوي تكون السماوات السبع بداخله مثل سبع دراهم ألقيت فى صحراء واسعة, فكم كون السماوات السبع بداخله مثل سبع دراهم ألقيت فى صحراء واسعة, حجم الكرسي؟؟؟ , ثم تخيّل العرش الذى يكون الكرسي بداخله كحلقة ـ خاتم أو أسورة ـ أُلقيت فى الصحراء, فكم تتخيّل حجم هذا الخلق الذي هو العرش؟؟؟ فأين الكرة الأرضية التي هي الدنيا؟؟؟

ثم تخيّل الفردوس الأعلى الذي سقفه عرش الرحمن, فكم تكون سعة الجنة؟؟؟ , فأين الكرة الأرضية التي هي الدنيا من الجنة؟؟ ولك الآن أن تدرك أن «الجنة فوق ما يخطر ببال أويدور في الخيال»، فهل أعددت لها صالح الأعمال قبل طي الآجال.

وتأمل في الحديث الآتي بعين البصيرة وأمْعِنِ النظر فيه واجعل له من سمعك مسمعا وفي قلبك موقِعاً عسى الله أن ينفعك بما فيه من غرر الفوائد، ودرر الفرائد.

(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: قال الله تبارك وتعالى: أعددت لعبادي الصالحين: ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر). قال أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: (فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مّآ أُخْفِيَ لَهُم مّن قُرّةِ أَعْيُنٍ).

(ذكر بناء الجنة وملاطها وحصباؤها و تربتها:

<<  <  ج: ص:  >  >>