للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا كان الصادقين سيسألهم الله عن صدقهم فما بالك بغيرهم؟! قال تعالى: (فَلَنَسْأَلَنّ الّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنّ الْمُرْسَلِينَ) [الأعراف: ٦] وحتى الرسل يُسألون .. !!!

(٧) ومن فوائد المحاسبة أن يعرف حق الله تعالى عليه، فإن ذلك يورثه مقت نفسه، والإزراء عليها ويخلصه من العجب ورؤية العمل، ويفتح له باب الخضوع والذل والانكسار بين يدى ربه، واليأس من نفسه، وأن النجاة لا تحصل له إلا بعفو الله ومغفرته ورحمته، فإن من حقه أن يطاع فلا يعصى وأن يذكر فلا يُنسى وأن يُشكر فلا يُكفر.

[(٥) الإكثار من الطاعات والقربات:]

من تقرب إلى الله بما افترض عليه فقد نجح، ومن زاد في تقربه إلى ربه بالنوافل فقد أحبه ربه.

استكثر من الأعمال الصالحة مبتدئاً بالفرائض فكملها على أحسن وجه تستطيع، ثم النوافل فالإكثار منها مرقق للقلب، أكثر من ذكر الله تبرأ من النفاق، أكثر من الصيام يباعد الله وجهك عن النار، أكثر من قيام الليل فاستغفار الأسحار ودموع المناجاة سيماء يحتكرها المؤمنون، لابد من اغتنام مواسم الطاعات وأيام العبادات وليالي القربات التي وجهنا إليها كتاب ربنا وسنة نبينا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

ومن ذلك الحرص على النوافل والأذكار، وأعمال الخير وبذل المعروف فإن كل معروفٍ صدقة بنص السنة الصحيحة كما في الحديث الآتي:

(حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهمالثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: كل معروف صدقة وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق وأن تفرغ من دلوك في إناء أخيك.

وقد حثنا النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على الاستزداة من الأعمال الصالحة كما في الأحاديث الآتية:

(حديث أبي موسى الأشعري الثابت الثابت في الصحيحين) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: (على كلِ مسلمٍ صدقة فقالوا: يا نبي الله، فمن لم يجد؟ قال: يعمل بيده، فينفع نفسه ويتصدَّق قالوا: فإن لم يجد؟ قال: يعين ذا الحاجة الملهوف قالوا: فإن لم يجد؟ قال: فليعملْ بالمعروف، وليمسك عن الشر، فإنها له صدقة)

(الملهوف) المستغيث سواء أكان مظلوماً أم عاجزا ً.

<<  <  ج: ص:  >  >>