[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن الفرات بن السائب، أن عمر بن عبد العزيز قال لامرأته فاطمة بنت عبد الملك ـ وكان عندها جوهر أمر لها أبوها به لم ير مثله: أختاري إما أن تردي حليك إلى بيت المال، وإما تأذني لي في فراقك، فإني أكره أن أكون أنا وانت وهو في بيت واحد، قالت: لا بل أختارك يا أمير المؤمنين عليه وعلى أضعافه لو كان لي، قال: فأمر به فحمل حتى وضع في بيت مال المسلمين، فلما هلك عمر واستخلف يزيد قال لفاطمة: إن شئت يردونه عليك قالت: فإني لا أشاؤه، طبت عنه نفساً في حياة عمر وأرجع فيه بعد موته؟ لا والله أبداً. فلما رأى ذلك قسمه بين أهله وولده.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن عبد العزيز ابن عمر بن عبد العزيز قال: قلت: كم ترك لكم عمر من المال؟ فتبسم فقال: حدثني مولى لنا كان يلي نفقته قال: قال لي عمر حين احتضر: كم عندك من المال؟ قال: قلت: أربعة عشر ديناراً، قال: فقال: تحتملوني بها من منزل إلى منزل، فقلت: كم ترك لكم من الغلة؟ قال: ترك لنا غلة ستمائة دينار كل سنة ثلاثمائة دينار ورثناها عنه وثلاثمائة دينار ورثناها عن أخينا عبد الملك، وتركنا اثنى عشر ذكراً وست نسوة اقتسمنا ماله على خمس عشرة.
[(٣) خشية عمر بن عبد العزيز لله وبكاؤه:]
[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن عمر بن ذر أن مولى لعمر بن عبد العزيز قال له بعد جنازة سليمان مالي أراك مغتما قال لمثل ما أنا فيه فليغتم ليس أحد من الأمة إلا وأنا أريد أن أوصل إليه حقه غير كاتب إلي فيه ولا طالبه مني.
{تنبيه}: هذا حال من وفقه الله تعالى لصالح العمل وعصمه من الزلل ونوَّر بصيرته فعلم أن الإمارة تكليف وليست تشريف، للناس غنمها وعليه غُرْمُها، لهذا كان يقول:" لست بخير أحد منكم ولكني أثقلكم حملا " ليكن ذلك نُصب عينيك ومحط نظرك وقِبلة قلبك، فأبْصِرْ وَتعَلَم وإذا عَرفت الحقَ فالْزَم.
[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن عبيد الله بن عمر قال: خطبهم عمر فقال لست بخير أحد منكم ولكني أثقلكم حملا.