كان الشيخ ـ رحمه الله ـ يمتاز باعتدال في بنيته، مع المهابة، وهو ليس بالطويل البائن، ولا القصير جدا، بل هو عوان بين ذلك، مستدير الوجه، حنطي اللون، أقنى الأنف، ومن دون ذلك فم متوسط الحجم، ولحية قليلة على العارضين، كثة تحت الذقن، كانت سوداء يغلبها بعض البياض فلما كثر بياضها صبغها بالحناء، وهو ذو بسمة رائعة تراها على أسارير وجهه إن ابتسم؛ وهو عريض الصدر، بعيد ما بين المنكبين، ويمتاز بالتوسط في جسمه فهو ليس بضخم الكفين ولا القدمين؛ وأوصافه فيها شبه من أوصاف العلماء السابقين ـ رحمهم الله.
هيئة عبد العزيز بن باز ولباسه رحمه الله تعالى:
كان يرحمه الله ـ حسن الهيئة، جميل المظهر، ولا يتكلف في ذلك أبدا، ويحرص جدا على لباس البياض في ثيابه، ويحب ارتداء الثياب الواسعة، وثيابه تصل إلى أنصاف ساقيه، ويزين ثيابه بمشلح وعباءة عودية اللون، وهو سلفي في المظهر والشارة.
صفات عبد العزيز بن باز الخُلُقِيَة رحمه الله تعالى:
إنه لمن المعلوم المتواتر عند جميع الناس أن سماحة الشيخ عبد العزيز -ـ رحمه الله ـ ممَّن تميَّز بالخلال الحميدة، والخصال الرشيدة، وجميل الأخلاق، وطيب الفعال، وعظيم التواضع، وهو ممن يقتدى به في الأدب والعلم والأخلاق، بل هو أسوة حسنة في تصرفاته وسمته وهديه المبني على كتاب الله العظيم، وسنة رسوله الكريم ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وخاصة في زهده وعبادته وأمانته وصدقه، وكثرة التجاءه وتضرعه إلى الله، وعظيم خشيته لله، وذكاء فؤاده وسخاء يده، وطيب معشره، مع إتباع للسنة الغراء، وكثرة عبادة.
واختصارا للقول أن هذه الثلة الطيبة من العلماء ـ رحمهم الله ـ كانت لهم صفات حسنة، وخِلال جميلة، وشِيم كريمة، ومناقب فذّة عظيمة، يجدر بنا أن نتناولها بشيء من التفصيل. ولكن المقال لا يحتمل، وهناك التراجم المصنّفة ـ ولله الحمد والمنّة.
لقد عرف قدر نفسه، وتواضع لربه أشد التواضع، فهو يعامل الناس معاملة حسنة بلطف ورحمة ورفق ولين جانب، لا يزهو على مخلوق، ولا يتكبر على أحد، ولا ينهر سائلاً، ولا يبالي بمظاهر العظمة الكاذبة، ولا يترفع عن مجالسة الفقراء والمساكين، والمشي معهم، ومخاطبتهم باللين، ولا يأنف أبدا من الاستماع لنصيحة من هو دونه، ومما يندرج تحت هذا الخلق خلقا: السكينة والوقار، وهما من أبرز صفاته ـ رحمه الله ـ وهما أول ما يواجه به الناس سواء القرباء أو البعداء، جلساءه أو زواره ...