للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان مالك رحمه الله تعالى يتحرى تحريا عظيما في الفتوى عند التحمل وعند الأداء فكان يُسأل في العدد الكثير من المسائل ولا يجيب إلا في القلي لوكان يفكر في المسألة سنين فما يتفق فيها رأي. وكثيرا ما كان يتبع فتواه بالآية الكريمة (إِن نّظُنّ إِلاّ ظَنّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ) [الجاثية: ٣٢]، وكان لا يحدث إلا عن ثقة وكان إذا شك في الحديث طرحه.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن سعيد بن سليمان، يقول: قلما سمعت مالكاً يفتي بشيء إلا تلا هذه الآية (إِن نّظُنّ إِلاّ ظَنّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ) [الجاثية: ٣٢]

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن عمرو بن يزيد - شيخ من أهل مصر - صديق لمالك بن أنس، قال: قلت لمالك: يا أبا عبد الله يأتيك ناس من بلدان شتى قد أنضوا مطاياهم، وأنفقوا نفقاتهم، يسألونك عما جعل الله عندك من العلم تقول: لا أدري فقال: يا عبد الله يأتيني الشامي من شامه، والعراقي من عراقه، والمصري من مصره، فيسألونني، عن الشيء لعلي أن يبدو لي فيه غير ما أجيب به فأين أجدهم? قال عمرو: فأخبرت الليث بن سعد بقول مالك.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن الحسن بن سعيد، قال: سمعت محمد بن الربيع، يقول: سمعت الشافعي، يقول: كان مالك إذا شك في الحديث طرحه كله.

[*] أورد الإمام بن كثير في البداية والنهاية عن البخاري قال: أصح الأسانيد مالك عن نافع عن ابن عمر.

[*] أورد الإمام بن كثير في البداية والنهاية عن سفيان بن عيينة قال: ما كان أشد انتقاده للرجال.

[*] أورد الإمام بن كثير في البداية والنهاية عن الشافعي قال: إذا جاء الحديث فمالك النجم.

وقال: من أراد الحديث فهو عيال على مالك.

(٣) تعظيم مالك بن أنس لحديث رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن ابن أبي أويس، قال: كان مالك إذا أراد أن يحدث توضأ وجلس على فراشه، وسرح لحيته، وتمكن في الجلوس بوقار وهيبة ثم حدث، فقيل له في ذلك، فقال: أحب أن أعظم حديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا أحدث به إلا على طهارة متمكناً، وكان يكره أن يحدث في الطريق وهو قائم أو يستعجل، فقال: أحب أن أتفهم ما أحدث به عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>